القاهرة ـ العرب اليوم
ألقت العمليات المتطرفة الدنيئة التي وقعت في شمال سيناء أمس ومن قبلها الجريمة الإرهابية التي أودت بحياة النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات بظلالها على الحلقة النقاشية التي نظمها سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر جيمس موران عقب حفل الإفطار الذي نظمه بحضور نخبة من رجال الفكر والإعلام والدبلوماسيين الأوروبيين في مصر.
وتطرقت الحلقة النقاشية حول "العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي" والتي تحدث خلالها السفير جيمس موران والكاتب الصحفي الدكتور عبد المنعم سعيد والأستاذ هشام قاسم مؤسس المصري اليوم والإعلامية شهيرة أمين التي تطرقت إلى سياسة الجوار الأوروبية الجديدة وفاعليتها في تعزيز التعاون بين جنوب وشمال المتوسط إضافة للتهديدات التي تشكلها إيران فضلا عن مشاكل حصول المواطنين على تأشيرات دخول المصريين لدول الاتحاد الأوروبي.
وشدد الدكتور عبد المنعم سعيد على أن الإرهاب - رغم ما يبدو من صعوبة اللحظة التي نمر بها - لم ولن ينتصر علينا وليس لدينا أدنى شك في أننا في مصر سننتصر في هذه الحرب لأن مصر دولة وشعب عريق.
وقال إن الحوار المصري الأوروبي مهم للغاية ولدينا الآن سياسة جوار جديدة للاتحاد الأوروبي .. موضحا أننا يجب أن نعمل وفق أولوياتنا ومتطلباتنا في هذا الجزء من العالم جنوب المتوسط.
وانتقد الدكتور عبد المنعم سعيد في كلمته خلال الحلقة النقاشية الإجراءات الشاقة لحصول المواطنين على تأشيرات لدول الاتحاد الأوروبي والتي تشعر الناس بالبؤس.
وأضاف أننا ندرك أن أوروبا تتغير ونحن أيضا نتغير ولكن أوروبا الآن ليست أوروبا التي كانت عام ٢٠٠٤ وهناك توسع في الاتحاد الأوروبي وجميعنا نشهد ما يحدث في اليونان .. مشيرا إلى أنه رغم تلك التغيرات فإن ما يحدث في شمال المتوسط ليس بسوء ما يحدث بجنوب المتوسط.
وقال سعيد "لدينا ثلاث رسائل مهمة نلخصها بكلمة "استعادة" أولها استعادة الدول بالشرق الأوسط ونحن في القلب منه، واستعادة الأمن الإقليمي واستعادة الدين الذي لن يعيده للب قيمته سوانا نحن حتى لا تحتكره أقلية فاشية وليست دينية أرادت تدمير دولنا".
من جانبه، قال هشام قاسم إن تحقيق الرخاء الاقتصادي مهم للتغلب على ما تتعرض له دول المنطقة .. مؤكدا أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين دول شمال وجنوب المتوسط حتى نندمج مع المجتمع الدولي، وأضاف أننا يجب أن نعمل بجد وننجز أشياء على المستوى الثنائي وليس فقط التركيز على وضع أطر أكبر وأشمل.
وبدورها، قالت الإعلامية شهيرة أمين إن نوايا الاندماج والتعاون بين دول الاتحاد الأوروبي وجنوب المتوسط كانت جيدة لكن الأدوات كانت ضعيفة .. موضحة أن الشيء الجيد أن الاتحاد الأوروبي اعترف بأخطائه ويحاول تصحيح المسار.
وفيما يخص إيران والتهديدات التي تشكلها للمنطقة، قال موران إننا نأمل في الحقيقة أن تتمخض محادثات جنيف عن أشياء، وهناك كثير من الترددات حاليا بالمنطقة، ويصعب أن نتنبأ لكن أحد الحجج ترتبط بسياسة الاحتواء مرة أخرى للعمل والتعاون مع الأسرة الدولية.
وأشار إلى أن العمل مع إيران يتم في إطار اتفاق خمسة زائد واحد، وهناك أمور تتم في الوقت الحالي تتعلق بهذا الاتفاق وعلينا التأكد من التعامل مع هذه الأمور المقلقة ورفع العقوبات المفروضة على إيران وهى أمور تتضمن تفاصيل فنية.
وحول ازدواجية المعايير الأوروبية في ملف إسرائيل النووي، أكد موران أن الاتحاد الأوروبي كان دوما متناغما بمواقفه .. مشيرا إلى أننا نريد من الجميع أن يوقع اتفاقية منع الانتشار النووي وسوف نواصل التركيز على هذا الأمر ونواصل الضغط لتحقيق ذلك، وأضاف السفير الأوروبي أن هناك العديد من الأطراف الفاعلة الآخرى التي تعمل معنا في ذلك الاتجاه.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الإرهاب وسياسة الجوار الأوروبية الجديدة، قال جيمس موران إن ما قمنا به له ليس كافيا حيث أنه وفي الواقع فإننا كان لدينا في سياسة الجوار القديمة كثير من التفاؤل في ذلك الوقت ولكن طريقة تعاملنا مع الإرهاب والأمن كانت مختلفة آنذاك ولكن الآن نفكر كثيرا في التعامل مع هذه التحديات الحالية بكافة الأليات وسنضع خطوطا وتوجيهات تتعلق بالتعامل مع الإرهاب ومكافحته.
وأوضح أن الإطار الإقليمي للأمن وأمور مثل الهجرة مهمة جدا ويمكن الرد عليها في إطار هذا التعاون الإقليمي ومن ثم فإننا نحتاج لاتفاقيات ثنائية ولكن هناك أشياء نحتاج للتعامل معها في أطر إقليمية ولدينا منظمة هى الجامعة العربية وأحدثت تغيرا في الماضي ونريد العمل معها في المستقبل في الكثير من القضايا.
وفي معرض رده على أسئلة المشاركين في الحلقة النقاشية حول اللائحة الأوروبية للمنظمات الإرهابية والإجراءات التي أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي اتخاذها لمحاربة الإرهاب، قال سفير الاتحاد الأوروبي إنه وفيما يخص لائحة الإرهاب فإن لدينا إجراءات وهذا ينطبق على مستوى الاتحاد الأوروبي وعلى مستوى الدول .. مضيفا أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بمحاربة التهديدات الإرهابية التي تهددكم وتهدد الجميع.
وفيما يخص الشكاوى المتكررة من إجراءات الحصول على تأشيرات لدول الاتحاد الأوروبي، أوضح موران أنه يتفهم حساسية الموقف ..
مضيفا أن هناك جانبا إنسانيا ولكن هناك أيضا جانب عملي وهناك طرق للقيام بذلك ويمكن أن نعمل لإبرام اتفاقات نحو تدابير أفضل.
وأكد موران أننا في الاتحاد الأوروبي لن نكون قادرين في الوقت الحالي على تحقيق تقدم كبير فيما يخص التأشيرات إلا بوجود مصلحة للجانبين.
وحول وجود عناصر من تنظيم الإخوان في دول أوروبا، قال السفير الأوروبي إن الإخوان لديهم مكاتب في بعض دول أوروبا وهم ليسوا على لائحة الإرهاب .. مشيرا إلى أنه ربما هذا الأمر سوف يتغير أو لا يتغير في المستقبل ولكن في الوقت الحالي لا نضعهم على لائحة الإرهاب.
وبالنسبة للحرب على الإرهاب، قال موران إننا سنرى إجراءات سريعة لمحاربته ولكن يحب أيضا أن نضمن الحفاظ على الحريات والحقوق الأساسية .. مشيرا إلى أننا إذا كنا نحارب الإرهاب بعقلية أمنية فقط فإن هذا لن يحل المشكلة ولكن يجب العمل أيضا من أجل حماية الحقوق الأساسية وهذا هو ما يحقق الاستقرار.
وأكد السفير الأوروبي أننا نتفهم أن كل دولة لها خصوصياتها في هذا الصدد.
وكان سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة جيمس موران قد بدأ كلمته عقب حفل الإفطار بالوقوف والحضور دقيقة حدادا على روح الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام الذي لقى حتفه في هجوم إرهابي قبل يومين وعلى أرواح شهداء الهجمات الإرهابية في سيناء .. وأدان السفير الهجمات الإرهابية .. معربا عن خالص التعازي لأسر ضحايا هجمات شمال سيناء.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي يسعى لمحاربة الإرهاب ويضع خطط عمل لمحاربة هذه الظاهرة، مشددا على أن مصر هى شريك للاتحاد الأوروبي للتعامل في التحديات في كل من سوريا وليببا واليمن وأن هذه الاعتداءات تجعلنا نعمل على ارتباط أكثر مع مصر.
وأعلن سفير الاتحاد الأوروبي أنه سيتم في الخريف القادم إعلان سياسة الجوار الأوروبية الجديدة، مؤكدا أنه لا يمكن العمل بدون مصر في المضي قدما لمواجهة التحديات في سوريا واليمن والشرق الأوسط.