الضمار في غزة

أكدت وزارة الخارجية الأميركية، أن المسؤولين الأمريكيين يدرسون حاليا التقرير الأممي الذي أشار إلى أن إسرائيل ارتكبت انتهاكات جسيمة ترقى إلى حد جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأخيرة التي شنتها على قطاع غزة في صيف العام الماضي.وقال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إنه "كما أعلنا من قبل يوجد لدينا قلق حول آلية التقرير وانحيازه ضد إسرائيل". 

ومن جانبه قال جون ارنست المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الإدارة الأمريكية ستنتظر أيضا نتائج أخرى لتحقيق من جانب إسرائيل نفسها وأشار إلى أن الولايات المتحدة دعمت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

ورحبت فلسطين بتقرير الأمم المتحدة الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، حيث أشادت منظمة التحرير الفلسطينية بلجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، بالرغم من أن اللجنة اتهمت أيضا بعض الجماعات الفلسطينية المسلحة بأنها قد تكون ارتكبت جرائم حرب ولكن على مستوى أقل من إسرائيل.

كما رحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على موقعها الالكتروني بالتقرير الأممي وقالت إن هذا يتطلب إحالة قادة الاحتلال للمحكمة الجنائية الدولية.ومن جانبه انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقرير، خلال كلمة له في الكنسيت، زاعما أن التقرير متحيز، واتهم اللجنة التي أصدرت التقرير بأنها تركز كثيرا على إسرائيل. 

وكان التقرير الأممي قد اتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية بارتكاب جرائم ترقى لأن تكون جرائم حرب بسبب الهجمات العشوائية التي نفذتها ضد مبان سكنية ومنشآت طبية وبنية تحتية في قطاع غزة.

وأوضح التقرير أن إسرائيل نفذت 6 آلاف ضربة جوية في غزة، الكثير منها استهدف مباني سكنية، سقط خلالها 2251 قتيلا فلسطينيا، من بينهم 1462 مدنيا، منهم 299 امرأة و551 طفلا، مشيرا إلى أن "عدد القتلى وحده له دلالته".ووجد التقرير أن ما لا يقل عن 142 عائلة فلسطينية فقدت ثلاثة أفراد أو أكثر من بين كل عائلة خلال فترة الحرب.

وذكر التقرير الأممي أن الاستخدام المكثف من قبل القوات الإسرائيلية للأسلحة المتفجرة ذات التأثيرات واسعة النطاق، وآثارها العشوائية المحتملة في الأحياء المجاورة لقطاع غزة، يشكل انتهاكا لحظر الهجمات العشوائية، مضيفا أن مثل هذا الاستخدام يرقى أيضا إلى كونه "هجوما مباشرا ضد المدنيين، وبناء عليه يرقى إلى جريمة حرب".

قنا