جينس شتولتنبيرج

حذر أمين عام ‏حلف شمال الأطلسي (الناتو) جينس شتولتنبيرج ، من أن زيادة عدد المناورات العسكرية الروسية التي تجرى بدون إنذار مسبق ، إلى جانب تدمير قنوات الاتصال العسكري المعتادة بين الناتو وموسكو ، يزيدان من مخاطر حدوث سوء فهم بين الجانبين.

وتأتي تحذيرات شتولتنبيرج عقب أيام قليلة من انسحاب روسيا الكامل من (معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا) ، بعد أن علقت العمل بهذه المعاهدة في عام 2007 .

وأوضح خلال حوار أجراه مع صحيفة "الجارديان" البريطانية وبثته الصحيفة على موقعها الإلكتروني اليوم /السبت/ - أنه منذ التدخل الروسي في أوكرانيا وضمها لشبه جزيرة القرم ، فإن الحوار عبر مجلس (روسيا-الناتو) ، الذي أنشيء عقب الحرب الباردة ، عانى انخفاضا حادا في الوقت الذي تتزايد فيه حدة التوترات وسرعة وتيرة التدريبات العسكرية التي يجريها كل جانب قرب حدوده مع الآخر.

وقال شتولتنبيرج إن "هناك الكثير من التدريبات المفاجئة التي تمت بدون إنذار مسبق .. ومن المهم أن نبقي قنوات التواصل العسكري مفتوحة لضمان أكبر قدر ممكن من الشفافية لتفادي سوء الفهم وضمان عدم تفاقم الحوادث وخروجها عن السيطرة".

وأكد على حق كل دولة في إجراء تدريبات عسكرية طالما أنها في إطار الالتزامات الدولية، بيد أنه وصف الممارسات الروسية الأخيرة من التدريبات المفاجئة، بأنها تثير مخاوف خطيرة، إذ أن المناورات العسكرية المفاجئة تساهم في إذكاء الاضطرابات بالمنطقة.

ولفت زعيم الناتو إلى أن روسيا أجرت عشرات التدريبات العسكرية المفاجئة خلال العامين الماضيين، كما أن استيلائها على القرم تم تحت مظلة من التدريبات العسكرية المفاجئة.. في حين أن الناتو لم يقم بأي تدريبات عسكرية مفاجئة منذ نهاية الحرب الباردة.

وأوضح أن روسيا كثفت بشكل دراماتيكي أعداد رحلات الطيران العسكرية في منطقة دول البلطيق وهو ما أدى إلى تكثيف الناتو لدورياته الجوية في هذه المنطقة -التي تشمل استونيا ولاتفيا وليتوانيا .. مشيرا إلى ورود تقارير تفيد بأن روسيا أجرت مناورات جديدة بالذخيرة الحية شارك فيها الأسطول الروسي في بحر البلطيق وقوات المظلات.

وأكد شتولتنبيرج أن "زيادة عدد التدريبات العسكرية الروسية المفاجئة وزيادة التواجد العسكري للقوات الروسية على طول الحدود مع حلف شمال الأطلسي، تؤكدان على أهمية وجود اتصالات بين الجانبين وشفافية وقدرة على التنبؤ بالتدرييات".

واختتم بقوله : "نفعل ما بوسعنا للتأكد من أن هذا هو الحال، ولكن انسحاب روسيا من (معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا) يعد جزءا من صورة أوسع .. ويشير جزء من الرسالة التي نقلناها في حوارنا السياسي، إلى أننا نود الحصول على مزيد من الشفافية والقدرة على التنبؤ".