واشنطن ـ العرب اليوم
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية /البنتاجون/ تعهدت بتزويد فريق عمل حلف شمال الأطلسي "ناتو" الذي يهدف لردع العدوان الروسي، بقوات ومعدات عسكرية جديدة، وذلك إثر الهجوم الضاري الذي شنه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ضد موسكو لمحاولتها "إعادة إنشاء منطقة نفوذ تعود إلى الحقبة السوفيتية".
ونقلت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على نسختها الالكترونية اليوم الثلاثاء- عن كارتر قوله "إن الولايات المتحدة ستوفر الإمكانيات الجديدة، في إطار مبادرة حلف الناتو المعروفة باسم "قوة المهام المشتركة عالية الجاهزية"، التي من الممكن أن تكون قادرة في نهاية المطاف على الرد والاستجابة لأزمة أمنية خلال 7 أيام.
وأضاف كارتر: "في الوقت الذي يسعى فيه البعض إلى تقسيمنا وجرنا إلى الوراء، نمضي قدما معا بقدرات جديدة، منها: قوة المهام المشتركة عالية الجاهزية، وخطة جديدة لمواجهة التحديات في الجنوب، ومن الشرق، وحول العالم".. مشيرا ليس فقط إلى روسيا، بل لبزوغ نجم المتشددين الإسلاميين خارج أوروبا، حسبما أوردت الصحيفة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن رحلة كارتر الأوروبية، التي شملت ثلاث دول، تهدف إلى تهدئة المخاوف الاقليمية من العدوان الروسي بعد توغله في شبه جزيرة القرم العام الماضي، وليعلن فيها عن سلسلة من التحركات لتعزيز موقف حلف الناتو.
وأوردت بعض القدرات التي تعهد بها كارتر؛ ومنها: قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، كما أنه من المحتمل أن تشمل طائرات بدون طيار، وقدرات القيادة والسيطرة، وقوات العمليات الخاصة والخبرة اللوجيستية، فضلا عن الطائرات وقدرات إطلاق النار المشترك الذي يتميز بالدقة.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن تعهد الولايات المتحدة يتضمن عددا محدودا من الجنود الأمريكيين، بعضهم يمكن نقلهم من القوات المتواجدة حاليا في أوروبا، غير أن مسؤولين أمريكيين قالوا إنهم لا يزالون يعملون على تحديد عدد القوات الأمريكية التي سيتم استخدامها لدعم مساهمة الولايات المتحدة في قوة المهمة الدولية.
وأضافت الصحيفة أنه من غير الواضح مدى سرعة استجابة القوات، التي ستتألف في نهاية المطاف من حوالي 5 آلاف جندي، حيث أن أي نشر للقوات يتطلب تأييدا بالإجماع من مجلس شمال الأطلسي، وهو الهيئة الإدارية لصنع القرار السياسي للناتو.
ونسبت إلى محللين القول "إن الولايات المتحدة من بين دول الناتو التي أعلنت مؤخرا عما ستفعله في المساهمة في القوة الجديدة".
وأفادت الصحيفة بأن كارتر في تعليقاته العلنية قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى للعودة بروسيا إلى الماضي المظلم من خلال توظيف تكتيكات جديدة: مثل هجمات الكترونية، والعمليات الإعلامية والحرب الهجينة باستخدام قوات مجهولة الهوية، لإضعاف المنطقة..لافتة إلى أن كارتر تحدث خلال جولته الأوروبية مرارا عن الغاء "قواعد لعبة الحرب الباردة"، وحث الدول الأوروبية على اعتماد نهج جديد لمواجهة العدوان الروسي.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي في تصريح لمؤسسة بحثية في ألمانيا "لا نسعى إلى حرب باردة أخري مع روسيا، ناهيك عن حرب ساخنة، ولا نسعى لجعل روسيا عدوا، لكن تأكدوا أننا سندافع عن حلفائنا، وعن النظام الدولي القائم على القواعد وعن المستقبل الإيجابي الذي يتيحه لنا جميعا وسنتصدى لتصرفات روسيا ومحاولاتها لإعادة إنشاء منطقة نفوذ تعود إلى الحقبة السوفيتية".