أوضاع كارثية يعيشها أطفال اليمن

كشفت منظمة اليونيسف عن أوضاع كارثية يعيشها أطفال اليمن، وقالت المنظمة الدولية في بيان صحفي وزعته اليوم الثلاثاء 29 آذار/مارس وحصل "العرب اليوم" على نسخة منه "أن النزاع الدامي والوضع الإنساني المتدهور بسرعة في اليمن يدمر حياة الأطفال"، الذين يدفعون الثمن الأكبر في صراع ليس لهم يد فيه.

وأوضحت اليونيسف في تقرير لها يحمل عنوان "أطفال على حافة الهاوية"، أنها وثَّقت أكثر من 1,560 حالة انتهاك جسيمة ضد الأطفال في اليمن، وأنه قتل أكثر من 900 طفل، وأصيب أكثر من 1,300 آخرين بجراح خلال عام واحد،   وفي المعدل قتل أو أصيب ستة أطفال يومياً خلال العام 2015، وأن هذه الأرقام تعتبر أعلى بحوالي سبعة أضعاف مقارنةً مع الحالات التي وثقت خلال عام 2014.

وبيَّنت منظمة اليونيسف أنَّ أكثر من 50 مدرسة تعرضت للإعتداء، وأن بعض الأطفال قتلوا وهم في داخل  المدرسة أو في الطريق من أو إليها، كما رصدت 51 حالة اعتداء على المدارس في العام 2015، مشيرة إلى أن الأرقام الواردة في التقرير "غيض من فيض إذ أنها لا تشمل سوى الحالات التي استطاعت اليونيسف التحقق منها". وقال ممثل اليونيسف في اليمن جوليان هارنيس: "إن الأطفال يدفعون الثمن الأكبر في نزاع ليس لهم يد فيه أصلا. فيقتلون ويصابون والناجون منهم يعيشون عرضة لخطر فقدان حياتهم. لا يوجد مكان آمن للأطفال في كل أنحاء اليمن. حتى اللعب أو النوم بات أمراً محفوفاً بالمخاطر".

ولفتت اليونيسف إلى تفاقم ظاهرة تجنيد واستخدام الأطفال في القتال وأنهم يتخذون أدوارا أساسية في القتال مثل حراسة نقاط التفتيش وحمل السلاح. وقد تحققت المنظمة من 848 حالة تجنيد لأطفال خلال عام واحد، وقامت أطراف النزاع بتجنيد أطفال لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات  ليشاركوا في القتال.

و تشير تقديرات اليونيسف إلى أن قرابة 10,000 طفل دون سن الخامسة ربما لقوا حتفهم العام الماضي بسبب أمراض كان يمكن الوقاية منها، ولكن نتيجة لتدهور الخدمات الصحية الأساسية بما في ذلك التلقيح  وعلاج الإسهال والالتهابات الرئوية. هذا بالإضافة إلى ما يقرب من 40,000 طفل يموتون سنويا في اليمن قبل بلوغهم سن الخامسة, وقال بيان اليونيسف "لقد دفع باليمن، وهي أفقر دولة في المنطقة وإحدى أفقر البلدان في العالم، إلى الهاوية بسبب الدمار الذي لحق بالبلاد خلال العام الماضي. هناك الآن ما يقرب من 10 مليون طفل أو 80 في المائة من أطفال البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. كما يواجه أكثر من 2 مليون طفل خطر الإصابة بأمراض الإسهال و320,000 طفل عرضة لخطر سوء التغذية الحاد الوخيم".

وأشارت المنظمة إلى أنه وعلى الرغم من العنف والقيود المفروضة على إيصال المساعدات والنقص الحاد في التمويل، إلا أنها تمكنت مع مجموعة من الشركاء من توفير برامج التغذية والوصول إلى المياه النظيفة واللقاحات لملايين من الأطفال والنساء من المتضررين من العنف.

ودعا ممثل اليونيسف في اليمن جوليان هارنيس إلى الإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية والاستمرار في إنقاذ أرواح وأحلام الأطفال بأن يكبروا ويحصلوا على التعليم. إنه سباق مع الزمن"، كما كررت المنظمة مناشدتها جميع أطراف النزاع لوضع حد للقتال في اليمن والتوصل إلى تسوية سياسية، وأكدت أنها وشركاؤها يحتاجون لتأمين التمويل المطلوب بشكل عاجل، حيث أنها لم تتلق حتى الساعة إلا  18 في المائة فقط من نداء الاستجابة لعام 2016 البالغ قيمته 180 مليون دولار.

ولفتت اليونيسف إلى أهمية التزام كافة الأطراف بقوانين الحرب والتوقف فوراً عن مهاجمة المدنيين والبنية التحتية المدنية بما فيها المدارس ومرافق الصحة والمياه، ووضع حد لتجنيد واستخدام الأطفال في القتال، والعمل فورا على إطلاق سراح جميع الأطفال الذين جندوا سواء بهدف المشاركة بأدوار قتالية أو غير قتالية، وتوفير الإمكانيات الكاملة وغير المشروطة لإيصال المساعدات الإنسانية للأطفال أينما كانوا في أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق التي عزلها النزاع.