إعدام المصريين

رأت صحيفة "التليجراف" البريطانية أن إعدام 21 من المسيحيين المصريين على شواطئ البحر المتوسط الليبية يشكل رسالة واضحة لأوروبا، وهي أن تنظيم داعش الإرهابي يوسع انتشاره الجغرافي ويضع الغرب في أهدافه.

ونوهت الصحيفة، في تقرير نشرته في نسختها الالكترونية اليوم "الاثنين"، الى أن التنظيم الإرهابي زحف ببطء إلى داخل الأراضي الليبية دون أن يلاحظه أحد، في دولة تشهد انقساما متصاعدا ومزيدا من الفوضى، حيث باتت ليبيا أرضا خصبة لرجال زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

وأشارت إلى أن التنظيم الإرهابي - وهو واحد من عدة تنظيمات في ليبيا - استحوذ على مدينة درنة الليبية في أكتوبر الماضي، بعد أن سافر مسؤول كبير في التنظيم إلى شرق ليبيا لجمع الفصائل المسلحة تحت راية واحدة.

ومنذ ذلك الحين، أعلن المسؤول في التنظيم أن "المحافظات" الليبية برقة في الشرق وطرابلس في الغرب وفزان في الصحراء جنوبا من المبايعين لما يدعونه " دولة الخلافة".

ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن تفاصيل قوة المجموعة لا تزال غامضة، وكذلك إلى أي مدى هم على اتصال مع قادتهم في العراق وسوريا، ولكن على الانترنت، يدعو أنصار داعش إلى صنع حالة عدائية من خلال التوسع المستمر في ليبيا، ويخشى المسؤولون الاستخباراتيون الغربيون فراغ السلطة في الدولة الغنية بالنفط وتوفر لمتشددي داعش أرضا خصبة للنمو بقوة.

ورصدت الصحيفة تقسيم ليبيا بعد ثلاث سنوات من سقوط معمر القذافي بين: حكومة معترف بها دوليا في أقصى شرق البلاد، ومتمردين يسيطرون على طرابلس في الغرب، وفي الأيام الأولى من توسع داعش في ليبيا، تركوا بصمة في مدن بنغازي، وسرت والعاصمة طرابلس، حيث شن التنظيم هجوما مسلحا على فندق فخم، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل.

وقالت في ختام تقريرها إن هناك سؤالا رئيسيا سيظل مطروحا في الأشهر القادمة حول مدى قدرة التنظيم في ليبيا على التواصل مع المتشددين من الفروع خارج البلاد خاصة وسط الإضرابات والانقسامات التي تشهدها البلاد والتهديد المحتمل لأوروبا.