مهاجر مع طفله يعبر الحدود سيرا بين اليونان ومقدونيا

 تواجه دول البلقان الاكثر عرضة لتدفق المهاجرين اعتبارا من الاثنين تحدي تعزيز تعاونها المشترك بهدف التصدي لهذه الازمة غير المسبوقة وذلك تنفيذا للتعهدات التي قطعتها خلال القمة المصغرة الطارئة في بروكسل مساء الاحد.
وقد اتفق قادة عشر دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي اضافة الى صربيا ومقدونيا والبانيا في اجتماع عقدوه حتى وقت متأخر ليل الاحد مع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر على خطة طارئة تشمل تقديم مساعدة انسانية لالاف المهاجرين واللاجئين الذين يعبرون عبر اراضيها وكذلك تدابير ترمي الى ضبط تنقلاتهم بشكل افضل على طرق البلقان غربا.

ويفترض ان يبدأ هذا التعاون المعزز اعتبارا من اليوم الاثنين فيما لم تخف وتيرة النزوح على هذا المسار الذي ينطلق من تركيا واليونان باتجاه شمال الاتحاد الاوروبي.
ويهدف احد المقترحات الرئيسية الى العمل بسرعة لتوفير مئة الف مكان استقبال للاجئين في اليونان وفي البلقان لانه "لا يجوز ترك الناس لشأنهم ينامون في الحقول في 2015" كما قال يونكر في اعقاب اللقاء.

ومن اصل المئة الف مكان ستفتح اليونان 30 الفا اواخر العام بمساعدة المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. على ان يتم توفير 20 الف مكان في مرحلة ثانية في هذا البلد وسط "عائلات مضيفة" وفي مساكن تمولها المفوضية العليا للاجئين.
اما الاماكن المتبقية ال50 الفا فستقام على طول طريق البلقان بالتنسيق مع الامم المتحدة وفق توزيع ما زال يتوجب تحديده وقد يكون موضع مفاوضات حثيثة جديدة.

وحذر الرئيس المقدوني يورغي ايفانوف الاثنين بان بلاده المحطة التالية بعد الوصول الى اليونان، قد "تستقبل الفي مهاجر كحد اقصى" مضيفا ان مقدونيا ستتعاون "بصفتها بلد ترانزيت وليس بصفتها بلدا يقيم فيه المهاجرون لامد طويل".
وكان الهدف من قمة بروكسل خفض التوتر وتحسين التعاون بين دول البلقان التي تتبادل الاتهامات بسؤ ادارة تدفق الالاف من طالبي اللجوء في منطقة ما زالت تحمل اثر التوترات الناجمة عن حرب يوغوسلافيا في تسعينات القرن الماضي.

لكن يبقى الحذر سيد الموقف بعد القمة التي "يفترض نظريا ان تؤدي (مقترحاتها) الى التخفيف من تدفق (المهاجرين) بفضل اجراء اكثر تشددا بعض الشيء لكن بشرط ان يعمل كل شيء ايضا في اليونان ومقدونيا وصربيا" كما قال رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش.
وبين منتصف الليل الفائت والساعات الاولى من صباح اليوم الاثنين سجلت كرواتيا مرور تسعة الاف شخص عبر حدودها بعد يوم قياسي السبت حيث تم تعداد 11500 شخص من رجال ونساء واطفال هاربين من العنف خصوصا في سوريا والعراق وافغانستان.

وعلق رئيس الوزراء السلوفيني ميرو سيرار في بروكسل بقوله انه "امر اساسي ان يتم تنفيذ التعهدات التي قطعت في القمة (...) آمل ان تقوم بذلك الدول المجاورة خاصة كرواتيا". وقال في وقت سابق انه بدون تدبير فوري "سيبدأ الاتحاد الاوروبي برمته في الانهيار".
وكانت سلوفينيا التي اصبحت منطقة جديدة للعبور منذ ان اقفلت المجر حدودها امام المهاجرين، اعلنت ايضا الاحد رقما قياسيا يوميا لعدد المهاجرين الذين يعبرون اراضيها وهو 15 الفا، اي 73 الف عملية وصول في خلال عشرة ايام الى هذا البلد الصغير الذي يعد مليوني نسمة.

وبحسب الاتفاق المبرم اثناء قمة بروكسل ستحظى سلوفينيا بارسال قوة من اربعمئة عنصر من حرس الحدود لمساعدة قواتها الامنية. وتقرر ايضا تبادل المعلومات بصورة يومية بين البلدان المجاورة خاصة للابلاغ عن تنقلات من منطقة الى اخرى.
ولتنفيذ التعهد بتوفير 30 الف مكان سكن على المدى القصير قال الوزير اليوناني لسياسة الهجرة يانيس موزالاس الاثنين ان اليونان تأمل فتح مركزي استقبال في منطقة اثينا وفي مقدونيا (شمال) بمساعدة مالية وعد بها الاتحاد الاوروبي.

وقال جيروم بيلوسا وهو فرنسي مقيم في بلغراد عضو في مجموعة من المتطوعين الاثنين عند مركز بركاسوفو الحدودي الصربي الكرواتي، "منذ شهر ونصف الشهر ونحن ننتقل من حدود الى اخرى لكننا لم نشاهد مطلقا مثل هذا التدفق. وصل عدد الوجبات هذه الليلة الى ثلاثة الاف، انه تدفق متواصل في الواقع. ان الحافلات تصل بحركة متواصلة (...)".