الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار

 التقى رئيس جنوب السودان سلفا كير الاربعاء في جوبا بقادة من دول شرق افريقيا قبل توقيعه على اتفاق سلام مع المتمردين وذلك بعدما جدد مجلس الامن الدولي تحذيراته بفرض عقوبات على البلاد.

وقال المتحدث باسم رئاسة جنوب السودان اتيني ويك لوكالة فرانس برس ان كير "سيوقع على اتفاق السلام"، مشيرا الى انه لا يزال لدى الحكومة بعض "التحفظات" حول بنود تتعلق بمشاركة السلطة.

ووصل رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسيلين الذي استضاف في اديس ابابا اكثر من 18 شهرا من المحادثات غير المجدية صباحا الى جوبا للمشاركة في مراسم توقيع الاتفاق.

وانضم الى المحادثات النائب الاول للرئيس السوداني بكري حسن صالح والرئيسان الكيني اوهورو كينياتا والاوغندي يويري موسيفيني الذي ارسل قواته الى جنوب السودان لدعم كير ويتوجب عليه سحبها خلال 45 يوما من توقيع الاتفاق.

اما زعيم المتمردين رياك مشار فلا يزال في اثيوبيا، اذ قال وسطاء ان الشروط الامنية ليست متوافرة.

وكان  مجلس الامن الدولي اعلن مساء الثلاثاء انه مستعد "للتحرك فورا" اذا لم يوقع كير اتفاق السلام لانهاء النزاع المستمر في بلده منذ عشرين شهرا.

اما مشار فوقع الاتفاق الاثنين الماضي الاتفاق ضمن المهلة المحددة لذلك.

وبعد اجتماع حول الازمة في جنوب السودان، اعلن سفير نيجيريا جوي اوغوو رئيس مجلس الامن للشهر الحالي ان الدول الاعضاء "اكدت استعدادها للتحرك فورا اذا لم يوقع الرئيس سلفا كير الاتفاق غدا كما سبق ان وعد".

واضاف السفير النيجيري "سنتحرك فورا اذا لم يوقع الاتفاق او اذا وقع الاتفاق مع تحفظات".

وحذر الاتحاد الافريقي الاربعاء من انه يجب عدم توقيع الاتفاق فقط وانما تطبيقه، داعيا الطرفين الى "الالتزام بالمصالحة الصادقة (...) ووضع مصالح جنوب السودان وشعبه فوق كل شيء".

وتقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار ينص على فرض حظر اسلحة وعقوبات على جنوب السودان ما لم يوقع كير الاتفاق.

لكن روسيا والصين وعددا من الدول الافريقية تحفظت على النص وخصوصا في ما يتعلق بالعقوبات التي ستفرض على الشخصيات التي تتهم بعرقلة الاتفاق. لذلك تعد الولايات المتحدة لائحة باسماء الذين ستجمد ممتلكاتهم ويمنعون من السفر.

وقالت روسيا التي تشغل مقعدا دائما في المجلس وتتمتع بذلك بحق النقض (الفيتو) انه لن يكون هناك حاجة للقرار اذا وقع كير الاتفاق.

وكان سلفا كير وقع بالاحرف الاولى فقط النص الذي اعتبرته حكومته "استسلاما".

ويفرض الاتفاق اعلان "وقف دائم لاطلاق النار" بعد 72 ساعة من توقيعه. وهو يقضي بمنح المتمردين منصب نائب الرئيس الذي يرغب مشار في العودة اليه بعد اقصائه منه في تموز/يوليو 2013 اي قبل ستة اشهر من اندلاع القتال.

ويدعو الاتفاق الذي يهدف الى وقف اشهر من العنف، الى تشكيل لجنة للمصالحة ومحكمة لجرائم الحرب بالتعاون مع الاتحاد الافريقي.

وقالت مبعوثة الامم المتحدة إلى جنوب السودان ايلين مارغريت لوي امام المجلس ان اتفاق السلام سيشكل اذا وقع الاربعاء "خطوة اولى فقط"، محذرة من ان "السلام والاستقرار والازدهار لن تتحقق في جنوب السودان بين ليلة وضحاها".

واكدت انه يجب الاهتمام بالقتال بين المجموعات الاتنية الذي يبلغ درجة من العنف مماثلة للنزاع بين معسكري كير ومشار.

وفي ختام الاجتماع، قال السفير النيجيري للصحافيين  ان بلاده تدعم حظرا على الاسلحة وشدد على ضرورة وحدة المجلس.

وبدأت الحرب في جنوب السودان في كانون الاول/ديسمبر عام 2013 حين اتهم كير نائبه السابق مشار بمحاولة الانقلاب عليه، ما اثار موجة من اعمال العنف امتدت من جوبا الى كل انحاء البلاد واتخذت احيانا طابعا اتنيا وشهدت ممارسات وحشية.

وتم ابرام سبعة اتفاقات لوقف اطلاق النار الا انها جميعها انهارت خلال ايام واحيانا ساعات، في البلد الفتي الذي استقل عن السودان في 2011.

ويحتاج اكثر من 70 في المئة من سكان جنوب السودان (12 مليون نسمة) الى مساعدات عاجلة. ونزح نحو 2,2 مليون من منازلهم، وفق الامم المتحدة التي حذرت من ان بعض المناطق مهددة بالمجاعة.

وتقدمت باقتراح السلام الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) والامم المتحدة والاتحاد الافريقي والصين وبريطانيا والنروج والولايات المتحدة.

وينص الاتفاق على مغادرة جميع القوات الاجنبية المشاركة في الحرب بما فيها القوات الاوغندية التي تدعم كير خلال 45 يوما، ومنح القوات العسكرية مهلة 30 يوما للتجمع مع اسلحتهم في الثكنات، اضافة الى اجراء مراجعة امنية قبل توحيد القوات.

 
المصدر أ.ف.ب