بروكسل - العرب اليوم
يعقد القادة الاوروبيون الاربعاء قمة طارئة في بروكسل لمناقشة زيادة المساعدات للاجئين وتشديد الضوابط على الحدود لمواجهة ازمة المهاجرين، الا ان الانقسام المتزايد بين دول شرق وغرب اوروبا حول الاتفاق لتقاسم 120 الف لاجئ يرخي بظلاله.
وقبل ساعات من الاجتماع، رفض رئيس الوزراء المجري ما وصفه ب"امبريالية انغيلا ميركل الاخلاقية"، في أسوأ ازمة مهاجرين تشهدها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما قالت سلوفاكيا انها ستطعن في اتفاق حصص اللاجئين امام المحكمة.
واقرت اغلبية واسعة من وزراء الداخلية الثلاثاء "اعادة اسكان" 120 الف لاجىء، لكن بعد مناقشات استمرت ثلاث ساعات اصرت في نهايتها المجر ورومانيا والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا على رفضها القاطع للاقتراح.
وكانت دول عدة بينها فرنسا تفضل عدم اجراء تصويت وتميل الى الاجماع. وقد نجحت هذه البلدان في اقناع بولندا لكن جهودها لم تجد في مواجهة اربع دول ترفض اي فكرة لحصص ملزمة.
ووسط اعلان كرواتيا استقبالها لعدد قياسي من المهاجرين، وشعور الدول في المنطقة بالضغوط بسبب اللاجئين الاتين من مناطق النزاع مثل سوريا وافغانستان، بدا زعماء الاتحاد الاوروبي منقسمين اكثر من اي وقت مضى.
وصوتت المجر وجمهورية تشيكيا ورومانيا وسلوفاكيا ضد خطة توزيع اللاجئين وقالت ان الاتحاد الاوروبي ليس له حق في التعدي على السيادة الوطنية للدول واجبارها على قبول مهاجرين من الدول التي وصلت اليها اعداد كبيرة.
وردا على سؤال حول ما يتوقعه من ميركل قال الزعيم المجري المتشدد فيكتور اوربان "اهم شيء هو عدم وجود امبريالية اخلاقية".
واللاجئون ال120 الفا هم جزء فقط من اللاجئين الذين وصلوا الى الشواطئ الاوروبية وعددهم نحو نصف مليون لاجئ، كما انهم جزء من نحو اربعة ملايين سوري ينتشرون في الدول المجاورة لسوريا.
وردا على الازمة المتفاقمة سيطلب رئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك من الزعماء الاوروبيين معالجة قضايا من بينها تشديد الضوابط على حدود الاتحاد الخارجية وسط تهديدات لمستقبل منطقة شينغن (الفضاء الحر).
ويتوقع ان تتعرض اليونان الى ضغوط لقبول مساعدة الاتحاد الاوروبي في ضبط حدودها، حيث انها البلد الذي يلجأ اليه معظم الفارين من بلادهم عبر مياه المتوسط.
كما سيضغط توسك، رئيس الوزراء البولندي السابق، على زعماء الاتحاد الاوروبي لكي يقدموا مزيدا من المساعدات للدول غير الاوروبية المتضررة من تدفق اللاجئين وهي تركيا والاردن ولبنان، اضافة الى برنامج الاغذية العالمي.
وقبل الاجتماع تعهدت المفوضية الاوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الذي يضم 28 بلدا، بتخصيص مبلغ 1,7 مليار يورو اضافي (1,9 مليار دولار) كمساعدات.
واقترح اوربان تخصيص ثلاثة مليارات يورو للتعامل مع الازمة، الا انه لم يتضح ما اذا كان الزعماء سيناقشون ذلك.
ومع تزايد التوتر، رفض المفوض الاوروبي للهجرة ديمتريس افراموبولوس اي تلميح الى ان ضرر الفشل في التوصل الى توافق حول خطة توزيع اللاجئين كان اكبر من فائدته.
وقال "على العكس، هذا نصر للاتحاد الاوروبي ولجميع الدول الاعضاء".
الا ان رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو انتقد في براتيسلافا "املاءات" الاتحاد الاوروبي التي تجبر بلاده على قبول 800 لاجئ بموجب الخطة، واكد انه يفضل "مخالفة القواعد الاوروبية" على قبول الحصص.
واضاف "سلوفاكيا لن تلتزم بالحصص الاجبارية. سنرفع قضية في محكمة لوكسمبورغ"، بحسب ما نقل عنه موقع اس ام اي السلوفاكي البارز للاخبار. واتضح حجم الازمة في كرواتيا التي دخلها نحو تسعة الاف مهاجر يوم الثلاثاء لوحده، وهو رقم قياسي يسجل لاول مرة في يوم واحد منذ بدأ المهاجرون الوصول الى كرواتيا بعد ان اغلقت المجر حدودها في وجههم.
وقال تلفزيون اتش ارتي الحكومي ان اعدادا كبيرة من المهاجرين تدفقت ليلا باتجاه مركز اللاجئين الذي افتتح مؤخرا في قرية اوبتافاتش شرق اوكرانيا، قبل ان يتم نقلهم بالحافلات الى المجر.
ودخل اكثر من 44 الف مهاجر الى كرواتيا من صربيا، الدولة غير العضو في الاتحاد الاوروبي، خلال الاسبوع الماضي، بحسب التلفزيون.
وفي مؤشر الى المشاكل التي تعصف بالاتحاد الاوروبي، قالت المفوضية الاوروبية انها اصدرت تحذيرات رسمية الى 19 دولة في الاتحاد من بينها المانيا وفرنسا لانتهاكها قواعد التعامل مع طالبي اللجوء.
وصرح نائب رئيس المفوضية فرانس تيميرمانز "حان الوقت لكي تتحمل الدول الاعضاء مسؤوليتها وتفعل ما عليها".
وفي واشنطن دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء خلال مكالمة هاتفية مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل كل دول الاتحاد الاوروبي الى استضافة "حصتها العادلة" من اللاجئين لمعالجة ازمة تدفق اللاجئين السوريين على اوروبا.
وقال البيت الابيض في بيان ان اوباما وميركل "اتفقا على ضرورة ان يكون هناك حل على المستوى الاوروبي تقبل فيه كل الدول الاعضاء بحصتها العادلة من اللاجئين".
ومع اضطرار ملايين السوريين الى العيش في مخيمات في عدد من دول الشرق الاوسط، يعبر عشرات الالاف منهم اوروبا سيرا بينما لم يحالف الحظ مئات منهم غرقوا اثناء محاولتهم العبور بحرا.
ووعدت الولايات المتحدة باستقبال عشرة الاف لاجئ العام المقبل.
الا ان هذا العدد يبقى ضئيلا مقارنة مع المليون لاجئ سوري الذين تتوقع المانيا استقبالهم هذا العام فقط.
المصدر أ.ف.ب