صنعاء - نبيل مصلح
تشهد محافظة الضالع الواقعة شمال مدينة عدن جنوب اليمن معارك عنيفة بين ميليشيات "الحوثي" وقوات الرئيس السابق صالح من جهة وبين المقاومة الشعبية المكونة من أبناء قبائل تلك المنطقة من جهة أخرى، لما تتميز به من موقع استراتيجي كونها البوابة الشمالية لمحافظة عدن .
وأكد الصحافي صالح الضالعي في تصريح إلى "العرب اليوم"، "أنَّ أعداد المقاومة قليلة وتقدر بالمئات؛ ورغم ذلك نجحت في السيطرة على عدد من المناطق رغم تفوق المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح عليهم بالعتاد العسكري وراجمات الصواريخ والدبابات والمدفعية والأسلحة المتوسطة".
وأوضح أنَّ "المقاومة الشعبية تسيطر على مجريات الأمور على رغم من الدعم الذي يتلقاه الحوثي من اللواء٣٣ الذي يقع في قلب الضالع، فضلا عن أن أكثر المقاتلين هم من قوات النخبة العقائدية التابعة لكتائب الحسين الحوثية".
وأضاف: "أنا فقدت أخي وابن عمي في هذه الحرب حيث كانا يقاتلان إلى جانب المقاومة الشعبية؛ لكن هذا لا يؤلمني طالما أننا استطعنا إخراج الحوثيين وأنصار صالح من المحافظة، حيث سيطرت المقاومة الشعبية على موقع الخزان الاستراتيجي ومعسكر الجرباء وموقع المظلوم وموقع القشاع وموقعي الخربة والسوداء وكذلك قيادة اللواء ٣٣مدرع وإدارة أمن محافظة الضالع والقوات الخاصة واتجهت صوب منطقتي سناح و قعطبة لتحريرهما من الميليشيات الحوثية".
وصرَّح قائد اللجان الشعبية في محافظة الضالع عيدروس الزبيدي، إلى "العرب اليوم" أنَّ أشرف على تدريب العديد من الكتائب المكونة من أبناء القبائل، مشيرًا إلى تخريج الدفعة السادسة قبل أسبوعين حيث شاركت في القتال ضد الميليشيات الحوثية وأنصار صالح وحررت المحافظة منهم.
أوضاع إنسانية كارثية
وأفاد المواطن نصار ناصر أنَّ المحافظة تعاني أوضاعًا إنسانية سيئة حيث لا يكادون يحصلون على القليل من مياه الشرب إلا بشق الأنفس، مضيفا أن هناك حصارًا من قبل الحوثيين للمحافظة حتى لا تصل الإمدادات إليها.
وعقد رئيس المكتب التنسيقي للإغاثة في محافظة الضالع جنوب اليمن أنيس محمد صالح أمس الأول، مؤتمرًا صحافيًا أوضح فيه أن الأوضاع الإنسانية في المحافظة كارثية وأنَّ هناك ستين ألف أسرة عالقة في مديريات الضالع وجحاف والازارق والشعيب والحصين بسبب الحصار المفروض عليها من قبل الحوثيين وأنصار صالح.
ونوَّه صالح بأنَّ "الحوثيين" يمنعون وصول المنظمات الإغاثية إلى المناطق المذكورة، مؤكدا أن الهدنة استفادت منها ميليشيات الحوثي وقوات صالح التي استحوذت على كل المساعدات وأشار إلى أنَّ مديرية الضالع لوحدها تحتوي على ٣٤٠٠ أسره عالقة وهي بحاجة إلى ٤٧٦٠٠٠ لتر مياه يوميًا.
وبيَّن أنَّ المياه المتوفرة أقل من ١٪ وأضاف أن عدد القتلى من المدنيين ٢١٠ قتلى و٧٣٠ جريحًا وأنَّ ٧٠ حالة من مرضى السكر والقلب والفشل الكلوي توفوا بسبب عدم تمكنهم من الوصول إلى المستشفيات نتيجة عمليات القنص التي تقوم بها ميليشيات الحوثي.
وأشار إلى أنَّ عدد المنازل المدمرة ١٠٠٠منزل و٥٥ منشأه وأن الكهرباء منقطعة كليا منذ ٦٨ يومًا، وناشد رئيس المكتب التنسيقي للإغاثة المنظمات الدولية إلى سرعة التدخل لإنقاذ محافظة الضالع من كارثة إنسانية.