تنظيم "داعش"

بات يشكل إغلاق تركيا لحدودها مع سورية، صعوبة كبيرة إلى مئات عناصر تنظيم "داعش" الراغبين بالفرار وترك التنظيم، أعدم الأخير نحو 14 شخصًا في مدينة دير الزور بتهمة التعامل مع الحكومة السورية، واعتقل شباناً بتهمة الترويج لمعلومات عن تقهقر وهروب عناصر التنظيم أمام "قوات سورية الديمقراطية" في ريف الحسكة.

وأفاد بعض سكان المدينة،  بأن التنظيم أعدم 14 شخصًا وهم: (مصطفى الدحام، ياسر الرباح، عبد الهادي محمد الأحمد، فراس المحمد، وثلاثة في قرى العشارة والطيانة وصبيخان، واثنان في قرية حطلة، وشخص في قرية مراط، وشخص في قرية الحصان، وثلاثة من أبناء دير الزور)، وجميعهم أُعدموا بتهم التعامل مع الحكومة السورية، من دون أي دليل على ذلك.

كما اعتقل التنظيم شبان بتهم ترويج لمعلومات عن تقهقر وهروب عناصر داعش في معاركه الأخيرة مع قوات سورية الديمقراطية في ريف الحسكة، ونقل المعتقلون إلى أحد المعتقلات في شارع «ستة إلا ربع»، ولم يعرف بعد مصير هؤلاء المعتقلين، واستولى عناصر التنظيم على عدد من منازل المدنيين في دير الزور، بينها: منزل الرائد الفار محمد الرسان، وذلك لاتهام أصحابها بالردة والكفر.

وبموازاة ذلك، لم تعد صعوبة الخروج من أراضي سيطرة التنظيم في محافظة دير الزور، والخوف من الاعتقال والتصفية، وحدهما السببين الرئيسيين لدى عناصر داعش الذين يحاولوا الهرب وترك التنظيم، فإغلاق الحدود التركية مع سورية وصعوبة الوصول إليها باتا المشكلة الأكبر والأصعب.

ووفق تقدير عناصر من التنظيم، هناك مئات العناصر الراغبون اليوم بالعبور إلى تركيا والعودة إلى بلدانهم، ويتحدثون عن أوضاع وأفكار زملائهم، ويرى(ع. غ) وهو مهاجر من المغرب، وأحد عناصر التنظيم في مدينة دير الزور، أن سياسة التنظيم قائمة على قتل من يخالفه بالرأي، سواء من عناصره المهاجرين أو الأنصار (المواطنين السوريين المنتمين للتنظيم)، أو حتى من الأهالي في مناطق سيطرته، فالحجة هي «تحكيم شرع اللـه ولكن على حساب ظلم الأهلي وتجويعهم وابتزازهم، في الوقت الذي يكون لعناصر داعش بشكل عام مكانة تختلف عن بقية السكان، حيث يتوافر لهم ما يحتاجونه والسبب يعود إلى كونهم مجاهدين قد بايعوا التنظيم.

وأضاف المصدر: "تركت أهلي وبلادي ودراستي وأتيت لسورية لاعتقادي أن التنظيم هو الذي سيخلص السوريين من «بطش الحكومة السورية» والظلم الذي يعانونه، لكن ظهر لي العكس، إضافة إلى ظلمنا نحن عناصر التنظيم، فأغلب الأحيان يتم زجنا في معارك خاسرة لم يكن مخططًا لها، أو مدروسة، فتكون النتائج مقتل العديد من الإخوة، وخروج البقية بيد أو ساق مقطوعة وإعاقة دائمة مدى الحياة"، مؤكدًا أن كل ما جرى معه لم يكن في حساباته ولا في حسابات العديد من زملائه ممن صدموا بواقع التنظيم، فاعتراضك على أمر يصدره الأمير أو الوالي كعنصر، يعرضك للقتل بتهمة المساس بأمن الدولة كما حصل مع العديد من قبلنا، حسب قوله.

يقول أحد المقاتلين المنشقين عن التنظيم من ريف دير الزور واستطاع الهرب والوصول إلى تركيا: "يعمد التنظيم دائماً إلى زج الأنصار في خطوط المعارك الأولى في العراق أو سورية، في الوقت الذي يستلم زمام الأمور بكل شيء مهاجرون من جنسيات أخرى، فهم لا يثقون بالأنصار أبداً إلا ما ندر، فالموت أو الشلل أو فقد أحد أعضائك في معركة وحده ما يكسبك ثقتهم"، مضيفًا: "استطعت الهرب مع زوجتي وأولادي والوصول إلى الحدود التركية بصعوبة كبيرة جداً، بعد استخدامي هوية شخصية مزورة، وبالتنسيق مع أقارب لي في منطقة إدلب، وبعدها استطعت الوصول والعبور إلى داخل تركيا".