كييف - العرب اليوم
قتل متطوع اوكراني وموظف في مصلحة الضرائب الاربعاء في كمين بالقرب من منطقة لوغانسك الانفصالية الموالية لروسيا شرق البلاد، في خرق للوقف "الشامل" لاطلاق النار المطبق منذ الاول من ايلول/سبتمبر على طول خط الجبهة.
وفي هذا الوقت، كرمت السلطات في كييف ثلاثة عناصر شرطة قتلوا خلال مواجهات مع ناشطين من اليمين المتطرف المعارضين لتعديل دستوري يهدف الى اعطاء مزيد من السلطات للمناطق الانفصالية الموالية لروسيا.
وقال المتحدث باسم الجيش الاوكراني اندريه ليسينكو في لقاء مع صحافيين ان "مجموعتنا المتنقلة وقعت صباح اليوم في كمين نصبه العدو بينما كانت تقوم بواجبها في مكافحة التهريب على خط التماس".
واوضح انه اضافة الى المتطوعين وموظفي الضرائب فان السيارة كانت تقل ايضا عناصر من اجهزة الامن الاوكرانية وعسكريين.
وتابع ان لغما انفجر في سيارتهم كما تعرضوا لاطلاق نار من قناصة، موضحا ان اربعة عسكريين اصيبوا ايضا بجروح.
ويأتي هذا الكمين متزامنا مع دعوة الى وقف شامل لاطلاق النار ابتداء من الاول من ايلول/سبتمبر بمناسبة بدء العام الدراسي لا يزال يلقى تجاوبا في منطقة النزاع.
وكان تم التوصل الى وقف لاطلاق النار في شباط/فبراير اثر التوقيع على اتفاقيات مينسك 2 للسلام، الا انه يتعرض لخروقات بشكل متكرر. لذلك دعت مجموعة الاتصال حول اوكرانيا التي تضم ممثلين عن موسكو وكييف ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا مع الانفصاليين، الى تجديد الالتزام بالتقيد به ابتداء من الاول من ايلول/سبتمبر.
وكانت السلطات الاوكرانية اعلنت صباح الاربعاء انه "منذ الاول من ايلول/سبتمبر يتم الالتزام بشكل كامل بوقف اطلاق النار في منطقة عملية مكافحة الارهاب" (اسم تعطيه قوات كييف للنزاع في شرق البلاد).
الا انها اعلنت ان المتمردين خرقوا وقف اطلاق النار خمس مرات خلال يوم الثلاثاء. في حين اعلن الانفصاليون من جهتهم ان هدوءا يعم منطقة النزاع حسب ما جاء في وكالة الانباء التابعة لهم نقلا عن مسؤولين في البلدات الواقعة تحت سيطرتهم.
من جهته، اشار صحافي من وكالة فرانس برس في دونيتسك الى ان هدوءا يعم منذ اربعة ايام في معاقل الانفصاليين الموالين لروسيا، تخرقه ليلا طلقات من اسلحة رشاشة.
لكن السكان يشككون في امكانية استمرار الهدنة.
وقالت ايرينا شينكارينكو، المتقاعدة البالغة من العمر 60 عاما، ان "الناس قلقة من الهدوء. بعضهم يعتقد بأن الهدنة ستدوم. نحن شهدنا هذا في الشتاء، حين اعلنوا هدنة وساد الهدوء، ثم عاد القصف مجددا".
ويسيطر الحذر الشديد على برلين ايضا، حيث اعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان هذه "لن تكون المرة الاولى التي تتلاشى فيها الامال بسرعة. لذلك فانني ادعو طرفي النزاع الى الاستمرار في احترام وقف اطلاق النار. وان وقفا حقيقيا ومستداما للتصعيد العسكري من شأنه ان يوفر فرصة مهمة لتنفيذ اتفاقات مينسك".
وبعيدا عن خط الجبهة، بدأ في كييف تأبين ثلاثة من رجال الشرطة الذين قتلوا في اشتباكات قوات الامن والقوميين، من حزب سفوبودا اليميني المتطرف المعادي لروسيا، اثر اقرار اصلاح دستوري الاثنين ينص على منح حكم ذاتي اوسع للمناطق الانفصالية الموالية لروسيا في شرق البلاد.
ويعتبر هذا الاجراء المنصوص عليه في اتفاقية مينسك مؤلما بالنسبة الى الكثير من الاوكرانيين ويرون انه يعني تنازلا للمتمردين وتخليا عن هذه الاراضي بعد نزاع استمر 16 شهرا وخلف اكثر من 6800 قتيل.
وشارك المئات من افراد الحرس الوطني في تأبين الضحايا.
ولا يزال 18 مشتبها بهم موقوفين الاربعاء، احدهم ناشط في سفوبودا يشتبه بانه القى القنبلة اليدوية عند مدخل البرلمان، بحسب المدعي العام.
الى ذلك، ذكرت مصادر في الاتحاد الاوروبي الاربعاء ان سفراء دول الاتحاد ال28 اتفقوا على تمديد العقوبات المفروضة على عدد من الشخصيات الاوكرانية والروسية، لتورطها في النزاع شرق اوكرانيا، لمدة ستة اشهر حتى الخامس عشر من اذار/مارس 2016.
وقال مصدر لوكالة فرانس برس عقب اجتماع لسفراء الاتحاد لمناقشة العقوبات "هناك اتفاق سياسي" حول هذه النقطة، مضيفا ان السفراء "اتفقوا على تجديد تطبيق العقوبات لستة اشهر حتى الخامس عشر من اذار/مارس من العام المقبل".
وكان الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات اشتملت على تجميد ارصدة وحظر السفر على نحو 150 شخصا وحوالى 40 كيانا لدورها في النزاع في شرق اوكرانيا، ما دفع موسكو الى فرض حظر على واردات الاغذية وغيرها من السلع من الاتحاد الاوروبي.
ومن بين من تشملهم العقوبات شخصيات بارزة في الحركة الانفصالية في شرق اوكرانيا ومقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
المصدر أ.ف.ب