موسكو ـ ريتا مهنا
وجدت الوفود الشبابية العربية المشاركة في مهرجان الشباب والطلاب العالمي في "سوتشي" الروسية، نفسها أمام معركة نادرة، عندما فوجئت لدى وصولها إلى المدينة بغياب العلم الفلسطيني في مقابل حضور إسرائيلي مكثف هو الأول في تاريخ مهرجانات الشباب. ومهرجان الشباب الذي أرادته موسكو علامة بارزة على عودة أمجادها، تحول إلى ساحة مواجهة كبرى سببت إحراجات للروس الذين ظنوا أن ظروف المنطقة باتت مناسبة لجمع الشباب العرب والإسرائيليين للمرة الأولى وتقديم مشهد جديد في مهرجان عالمي.
ولا يمكن التكهن بأسباب تجاهل رفع العلم الفلسطيني بين أعلام البلدان المشاركة في مهرجان الشباب، مع استبعاد أن يكون الأمر متعمداً. لكن الخطوة أثارت استياء الوفود العربية التي قاطعت حفل الافتتاح، باستثناء وفد الحكومة السورية. ونظمت وفود عربية سلسلة اعتصامات أمام مقر اللجنة المنظمة، بعدما ماطل الروس لثلاثة أيام في إصلاح الخطأ الفني وفق تأكيد وزارة الخارجية الروسية، ما دفع الوفود العربية إلى رفع سقف مطالبها بطرد الوفد الإسرائيلي، إلا أن موسكو التي وجهت اعتذاراً رسمياً إلى الوفد الفلسطيني تهربت من الطلب.
وفي مقابل الموقف الرسمي الاعتذاري ومحاولة تهدئة الغضب العربي، تبنت وسائل إعلام روسية الموقف الإسرائيلي، وشنت حملة على العرب الذين شنوا هجوماً بشعاً على وفد إسرائيل، و رفعوا شعارات متطرفة بينها: الموت لليهود. وعلى رغم أن مقاطع الفيديو التي انتشرت للاعتصامات العربية في سوتشي، إلا أنها لم تحتوِ على أي شعار عنصري أو متطرف. وذهبت الصحافة الروسية أبعد من ذلك، من خلال كيل الاتهامات لأعضاء الوفد الإسرائيلي من العرب الذين انضموا إلى الاعتصامات، ووصفتهم بأنهم يمثلون طابوراً خامساً و خونة للدولة التي يمثلونها.
وقال رئيس الوفد الفلسطيني عاطف جرادات لـ "الحياة"، أن الموقف الغاضب الذي تفاقم بسبب غياب العلم الفلسطيني، بُني على أساس قانوني تبنته الوفود العربية ومعها وفود من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية كون إسرائيل ليست عضواً في اتحاد الشباب الديموقراطي العالمي، وبين أعضاء الوفد الإسرائيلي من مثل حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، وهذا أمر مستغرب، خصوصاً أنها المرة الأولى في تاريخ المهرجان ذي التوجه اليساري الذي توجه فيه دعوة إلى قوى يمينية، بخاصة من إسرائيل، ما يتعارض مع رؤية وأهداف اتحاد الشباب الديموقراطي العالمي المناهض للإمبريالية والعنصرية والداعم حركات التحرر والشباب في العالم.
وقال جرادات أن مطالب الوفود العربية والأطراف الداعمة لها، تمثلت في ضرورة عزل الوفد الإسرائيلي ومنعه من القيام باستفزازات، خصوصاً بعدما أبلغ الجانب العربي بصعوبة تنفيذ مطلب طرد الإسرائيليين لأنهم مدعوون رسمياً من الحكومة الروسية.