القدس المحتلة - العرب اليوم
توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، في قطاع غزة شرقي مخيم البريج، وأعلنت الهيئة الفلسطينية العليا لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، أمس، عن انطلاق رحلة بحرية ثانية اليوم من مرفأ غزة البحري في محاولة لكسر الحصار.
فيما حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية من مخاطر التعايش مع الاقتحام المتكرر من جانب المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين للمسجد الأقصى بوصفه حدثاً عادياً.
وأفاد شهود عيان فلسطينيون بأن أربع جرافات عسكرية، إضافة إلى آلية عسكرية واحدة توغلت لعشرات الأمتار وسط عمليات تجريف وإطلاق نار بشكل متقطع تجاه الأراضي الزراعية القريبة، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وفتحت الزوارق الحربية نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة تجاه مراكب الصيادين قبالة سواحل شمال غزة، بينما استهدفت مراكب الصادين قبالة سواحل القطاع.
وأعلنت الهيئة الفلسطينية العليا لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، عن انطلاق رحلة بحرية ثانية اليوم الثلاثاء من مرفأ غزة البحري في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم الهيئة بسام مناصرة، في مؤتمر صحفي بمرفأ غزة، إنّ الرحلة ستضم على متنها حالات إنسانية من المرضي والطلاب وبعض مصابي مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار«في مواجهات مع الاحتلال».
من جهته، قال عضو الهيئة الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي، إن الخطوة المعلن عنها «إجراء رمزي يستهدف تسليط الضوء على معاناة مليوني نسمة يقطنون قطاع غزة من جراء الحصار الإسرائيلي»، المستمر منذ منتصف عام 2007.
وشدد على أن حصار غزة «يرقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية»، مشيراً إلى ما يعانيه القطاع من تدهور إنساني حاد، يتطلب تدخلاً فورياً من المجتمع الدولي. وشارك في المؤتمر عدد من الجرحى وبعض الحالات الإنسانية التي تحتاج للسفر إلى الخارج.
وفي رام الله، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية تصعيد الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة عمليات «الاقتحام» الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك وباحاته، وبمشاركة مسؤولين إسرائيليين من وزراء وأعضاء كنيست وعسكريين وأمنيين وغلاة الحاخامات والمستوطنين المتطرفين، محذرة من مخاطر التعايش مع اقتحامات الأقصى وباحاته.
وقالت الخارجية، في بيان: «إن هذه الاقتحامات امتداد للحرب الشاملة التي تشنها سلطات الاحتلال على القدس المحتلة بأرضها ومواطنيها ومقدساتها، الهادفة إلى استكمال عمليات فصل القدس عن محيطها الفلسطيني وتهويدها وتهجير سكانها بشكل قسري، وتكريس تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ريثما يتم تقسيمه مكانياً».
وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن هذه الاقتحامات الاستفزازية، معتبرة الإدارة الأميركية بـ «انحيازها الأعمى للاحتلال بوصفه ضوءاً أخضر لإطلاق يدها في استباحة المدينة المقدسة ومحيطها». وحذرت «من التعايش مع الاقتحامات اليومية المتواصلة للمسجد الأقصى وباحاته كأمر يومي».
اعتقل جيش الاحتلال، فجر أمس، 10 فلسطينيين من أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، حيث اقتحم ثلاثة من أعضاء الكنيست المسجد الأقصى بعد أن تمكنوا من الحصول على موافقة من مسؤول أمن الكنيست ومفوض شرطة الاحتلال وقائدها في القدس.