الجيش العراقي

أكّدت عضو منظمة "سيف ذي تشيلدرن"، ميستي باسويل، أن "العديد من العائلات العراقية فرت إثر الخوف من مدينة الموصل، لكن نحو 300 ألف طفل ما زالوا عالقين في الجانب الغربي من المدينة، والآن يواجهون احتمال حصار وحشي لأن أغلب المدنيين محاصرون من قبل قناصة وألغام تنظيم داعش".

وكشفت باسويل أن "الأطفال دفعوا ثمناً باهظاً خلال المعارك في الجانب الشرقي، حيث شكّل الضحايا المدنيون إثر القتال أكثر من نصف عدد الضحايا، وأن الأطفال في الشوارع الضيقة وذات الكثافة السكانية في الجانب الغربي من مدينة الموصل معرضون إلى خطر أكبر لأنهم عالقون في الاشتباكات ومعرضون للإصابة بالمتفجرات".

وشدّدت مصادر عسكرية عراقية في بغداد، عن وصول 3 جسور أميركية عائمة إلى الموصل، بهدف نصبها على نهر دجلة للعبور إلى الضفة الثانية وقال ضابط في الجيش العراقي، إنّ "داعش نفذ 3 عمليات انتحارية على قواتنا أوقعت قتلى وجرحى، محاولات التقدّم اصطدمت بكثافة الألغام التي وضعها التنظيم في طريق القوات، فضلاً عن العمليات الانتحارية والقناصة"، ومبيّنًا وجود أطفال ونساء عالقين في الاحياء الموصلية سيما في الجانب الايمن من المدينة . 

ويواصل "داعش"، سلسلة انهياراته السريعة في أحياء ومناطق مدينة الموصل وضواحيها، في تطوّر قد يفضي إلى اختصار توقعات نهاية المعركة قبل نهاية شهر مارس/آذار المقبل، خلافاً لتوقعات الحكومة العراقية والقادة الغربيين في التحالف الدولي، التي سبق أن أعلنت عن احتمال نهاية المعركة قبل فصل الصيف المقبل.
 ونجحت القوات العراقية، الخميس، في استعادة السيطرة على مدينة تلكيف، في ضواحي الموصل، المعروفة بـ"الرئة الشمالية لها". وهو ما يعني كثيراً بالنسبة للقوات العراقية وكذلك "داعش".

وأوضح العقيد اعمار فاضل، أن "سيطرة القوات العراقية على مدينة تلكيف البالغة مساحتها نحو 23 كيلومتراً، تمّت خلال 8 ساعات فقط، بمقاومة ضعيفة للغاية، من عناصر "داعش"، الذين انسحبوا منها باتجاه المحور الجنوبي الشرقي لنهر دجلة بشكل متفرق"، وذكر قائد الحملة العسكرية العراقية لاستعادة الموصل، عبد الأمير رشيد، في بيانه، أن "القوات العراقية وبإسناد من طيران التحالف الدولي، تمكّنت من تحرير قضاء تلكيف بشكل كامل ورفع العلم العراقي فوق مبانيه".

وأكد ضابط في قيادة العمليات المشتركة أن "مساحة سيطرة مقاتلي التنظيم على المدينة تقلصت خلال اليومين الماضيين إلى نحو 45 في المائة من مجمل مساحة مدينة الموصل وضواحيها"، مضيفًا أنه "لم يتبقّ سوى الساحل الأيمن الذي سيشكّل هو الآخر تحدياً أمام القوات العراقية، بسبب طبيعته المعقّدة عمرانياً وعشائرياً، بالإضافة إلى مسألة التضاريس وعبور نهر دجلة عبر الجسور العائمة التي استقدمتها القوات الأميركية، الخميس، إلى مشارف المدينة للبدء بالمرحلة الثالثة من الخطة".

وشهدت مدينة الموصل، خلال اليومين الماضيين، موجة نزوح كبيرة بعد اضطرار آلاف العائلات إلى ترك منازلها في مناطق الكندي والعربي والكفاءات الثانية والفيصلية بسبب المعارك الدائرة هناك وعمليات القصف المكثف التي تنفذها طائرات التحالف الدولي. وأكد مسؤولون محليون في المدينة أن "مئات العائلات ما زالت محاصرة في المناطق التي تخوض فيها القوات العراقية معارك عنيفة ضد داعش.

 وأفاد وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، أنه "في الوقت الذي كانت فيه طائرات التحالف تنفذ غارات جوية في ليبيا، فإن انتصارات ومكاسب حققت في الموصل، من قبل قوات الأمن العراقية، تمكن شركاؤنا المحليون في العراق، إلى جانب تقديم المشورة والمساعدة من قبل قواتنا، تمكنوا من تأمين جميع المناطق الحرجة شرق الموصل، كما أن القوات العراقية تستعد الآن لتحرير الجزء الغربي من مدينة الموصل، وأنا واثق من أن أيام داعش في الموصل باتت "محدودة".

وأشار المتحدث بإسم البنتاغون بيتر كوك إلى أن قوات التحالف و"الشركاء المحليين" ينسقون كل فرصة ممكنة لتسريع هزيمة تنظيم داعش، مبيّنًا أن "أحداث الـ24 ساعة الماضية بالتأكيد تثبت ذلك، عمليات التطهير ما زالت مستمرة، وأن كامل الموصل إلى الشرق من نهر دجلة تقريبا باتت في أيدي العراقيين للمرة الأولى منذ عامين ونصف".
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية مقتل نحو 80 عنصرًا من "داعش" في غارات جوية أميركية، في سرت الليبية، الخميس استهدفت معسكرين للتنظيم خارج مدينة سرت الليبية.