القوات الحكوميّة العراقيّة

اتّهمت منظمة العفو الدولية الخميس، القوات الحكوميّة العراقيّة بأنها عذّبت وقتلت قرويين جنوب الموصل فيما يمثل أول تقرير عن انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان خلال حملة تدعمها الولايات المتحدة لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم داعش، وأفردت صحيفة بريطانية تقريرًا كاملًا بعنوان "سكان القرى الذين حاربوا تنظيم الدولة انتهوا إلى مقبرة جماعية" في إشارة إلى الجثث التي عثر عليها الجيش العراقي في الموصل، للمدنيين الذي أعدمهم تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية".

وأضافت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها أن من بين الضحايا "ما يصل إلى ستة" أشخاص عثر عليهم الشهر الماضي في منطقتي الشورة والقيارة اشتبهت قوات الأمن بارتباطهم بصلات بالتنظيم المتشدد الذي سيطر على ثلث أراضي العراق عام 2014.

وقالت لين معلوف نائبة مدير البحوث في مكتب المنظمة ببيروت "نفّذ رجال بملابس الشرطة الاتحادية عدة عمليات قتل غير قانونية فألقوا القبض على سكان في قرى جنوب الموصل وقتلوهم عمدًا بدم بارد." ولم يتسن الوصول إلى المتحدثين باسم الشرطة الاتحادية ووزارة الداخلية بالعراق للتعليق.

ودخلت عملية الموصل أسبوعها الرابع لكنها لم تحرز تقدمًا كبيرًا في المدينة. ويشارك في العملية تحالف قوامه 100 ألف فرد من جنود الجيش وقوات الأمن وقوات البشمركة الكردية وفصائل شيعية بدعم من ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة.

وتحدث تقرير المنظمة عن عدة وقائع في 21 أكتوبر/ تشرين الأول أو قرب هذا التاريخ تم خلالها ضرب مجموعات منفصلة من الرجال بالكابلات وكعوب البنادق قبل قتلهم بالرصاص. وأضاف التقرير أن في إحدى الوقائع تم فصل رأس رجل عن جسده. وقالت منظمة العفو الدولية إن في ظل غياب المحاسبة فإن هناك خطرًا يتمثل في تكرار الانتهاكات المزعومة في بلدات وقرى أخرى مع استمرار حملة استعادة الموصل.

وذكر الكاتب غارث براون في صحيفة بريطانية : "إن الجرائم التي ارتكبها التنظيم صادمة، لكنها ليست مفاجئة، فالتنظيم كان يفتخر بتصوير الإعدامات بحق المدنيين الذين لا يمتثلون لتطبيق الشريعة". ويضيف الكاتب أن هؤلاء المدنيين من السنّة في الموصل، كانوا ينظرون إلى تنظيم الدولة على أنه “أخف الضررين” بالمقارنة مع الحكومة العراقية. ويضيف أن الضحايا في ذلك القبر الجماعي كانوا من سكان منطقة حمام العليل الذين انتفضوا ضد التنظيم، وأرادوا التخلص منه ومساعدة القوات العراقية على تحريرهم من قبضته.

وعثر الجنود العراقيون ورجال الشرطة على بعض الجثث مقطوعة الرأس، وأخرة مقيدة اليدين، وأخرى ملقاة في العراء. وحسب كاتب المقال فإن التنظيم حاول بسرعة كبيرة التخلص من أولئك المدنيين الذين أعدموا بطريقة وحشية، حسب وصفه، قبل أن تصل القوات العراقية إلى المكان. ويقول الكاتب أن هذا ما يفسر وجود الجثث مبعثرة وأخرى مدفونة، كما أنه عمد إلى تركها على تلك الحالة، حتى يأتي ذويهم ويتعرفوا عليهم ومن ثمة يدفنونهم في مقابر.

ويمضي الكاتب بالتحليل، ويقول إن السبب الرئيسي في انفصال القاعدة عن تنظيم "داعش" هو أن القاعدة كانت دوما تبحث عن دعم السكان المحليين، وتستميلهم من خلال توزيع الغذاء، وتقديم المساعدات كما هو الحال في سوريا، وبذلك كسبت تعاطفًا كبيرًا في بعض المناطق السورية على حساب المعارضة السورية الأخرى. وإذا حلت الهزيمة بـ"داعش" في الموصل ، يقول الكاتب، فإنه لن تقوم له قائمة في منطقة أخرى إذا استمر في القتل والإعدامات في حق المدنيين.

ويعتقد الكاتب أنه من الصعب بعد أن وقعت كل هذه الجرائم أن يجد التنظيم دعمًا من السكان مرة أخرى، مستغربًا في ذات الوقت من أن هؤلاء الأكثر تشددًا في الموصل من السنة المنضوين تحت راية تنظيم "داعش"، يرون في أنفسهم أنهم يمثلون وجهًا مشرقًا للخلافة الإسلامية.