المجلس النرويجي للاجئين

يُعرب المجلس النرويجي للاجئين قلقه الشديد إزاء مصير 1.2 مليون عراقي محاصرين في مدينة الموصل مع تكثيف العمليات العسكرية لاستعادة المدينة وحسب ما يصلنا من النازحين بشأن الأوضاع اليائسة التي يمرون بها وهم يحاولون البقاء على قيد الحياة، وفرّ ما يقارب 50000 شخص من الموصل منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادة المدينة من حكم داعش في 17 أكتوبر/تشرين أول، وقد زاد عدد النازحين بشكل جذري في الأسبوع الماضي حيث وصل العدد لـ20000 مقارنة بـ6000 في الأسبوع الذي سبقه.

وفي هذا الصدد، يقول مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق وولفغانغ غريسمان: "أخبرنا المدنيّون قصصًا مروعة من داخل الموصل، كنقل "داعش" لهم من حي إلى آخر، ومن منزل إلى آخر كوسيلة لاستخدامهم كدروع بشرية"، كما يتم حصار المدنيين بشكل متكرر تحت تبادل إطلاق النار، وقال أحد الآباء الذين تحدثوا مع المجلس النرويجي للاجئين أنه قد خسر ثلاثة أفراد من عائلته جراء قصف منزلهم، حيث تمكنت الأم من الهرب مع طفليها، إلا أنهم أصيبوا بحروق بالغة، ويقول لنا الآباء بأنهم لا يستطيعون اصطحاب أفراد العائلة المصابين إلى المستشفى بسبب القصف المتواصل، كما أن بعض الناس لم يأكلوا لعدة أيام نظرًا لاستنفاذ الطعام وخوفهم من مغادرة بيوتهم.

وفي وجه هذه التطورات، يعبر المجلس النرويجي للاجئين عن قلقه إزاء التقارير المروعة عن المدنيين الذين تم شنقهم وقطع رؤوسهم وتعذيبهم. ويحذر غريسمان قائلاً: "يجب ألا يتم استخدام المدنيين كأسلحة في الحرب، بل يجب حماية الرجال والنساء والأطفال الأبرياء. وهنالك قواعد واضحة تحكم الحرب، ويجب احترامها من قبل جميع الأطراف".

إن النازحين من الموصل خائفون أكثر فأكثر من التحدث علانية عن تجربتهم تحت حكم "داعش" لخوفهم من الانتقام من أفراد عائلتهم الذين لا يزالون محاصرين داخل المدينة، ويصل نحو 70 في المئة من العراقيين الفارين من الموصل إلى مواقع للنازحين، حيث تقوم منظمات الإغاثة كالمجلس النرويجي للاجئين بتزويدهم بالمستلزمات الأساسية كالطعام والمياه والمأوى، كما يقدم المجلس الدعم النفسي إلى الأطفال المصابين بالصدمات النفسية.

وأعرب المجلس أيضًا عن قلقه إزاء الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة للنازحين ولا سيما في المناطق التي تمت استعادتها من قبل الحكومة العراقية، حيث يوجد عشرات الآلاف من المدنيين دون مياه أو طعام أو كهرباء أو خدمات صحية أساسية، وعلى المجتمع الإنساني ألا يزود المخيمات بالمساعدات فحسب، بل أن يقدم استجابة منسّقة إلى الأشخاص في مناطقهم الأصلية، إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك.

ويضيف وولفغانغ قائلاً: "يطلب المجلس النرويجي للاجئين من الحكومة الحرص على وصول المساعدات الإنسانية لتلك المناطق، والعمل على استعادة القانون والنظام بسرعة والاستعجال بإزالة الألغام والمواد غير المتفجرة لكي تتم مساعدة من هم في أمس الحاجة للمساعدة".