بغداد ـ العرب اليوم
يحذر المجلس النرويجي للاجئين أن وصول القوات العراقية إلى مدينة الموصل لن يحدّد مصير 1.2 مليون عراقي فحسب، بل مصير البلد بأكمله، وفي هذا الصدد، يقول مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق، وولفغانغ غريسمان: "لقد شهدنا خلال الأسابيع الأخيرة منذ أن شنّت العمليات العسكرية في الموصل الآلاف من الذين أُجبروا على ترك منزلهم والانفصال عن عائلاتهم، كما أننا رأينا العديد من المدنيين المصابين وآخرين مقتولين على يد القناصة أو العبوات الناسفة، ونستعد الآن للأسوأ، فإن حياة 1.2 مليون مدني في خطر محدق ومستقبل العراق على المحك، عاش الناس في الموصل وحولها لأكثر من عامين ونصف في كابوس مرعب ومتواصل، ونحن جميعاً مسؤولون الآن عن وضع حد لهذه المأساة".
إن الأشخاص المحاصرين داخل مدينة الموصل بالإضافة إلى آلاف النازحين من القرى المحيطة بها هم في حاجة ماسة إلى الأغذية والمياه والأدوية، ومع اشتداد القتال في شوارع مدينة الموصل خلال الساعات والأيام المقبلة، سيكون من الصعب أكثر فأكثر إيصال المساعدات والخدمات الإنسانية إلى من هم في أشد الحاجة.
ومنذ 17 أكتوبر/تشرين أول، أي اليوم الذي بدأت فيه العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل، نزح ما يقارب 000,18 عراقي من منازلهم، وبينما يتم بناء مخيمات نزوح جديدة، العديد من المدنيين فروا إلى مخيمات جديدة لا تتسع أكثر من 000,54 شخص في هذه اللحظة، ولكنها تمتلئ بسرعة ملحوظة، وقد ساعد المجلس النرويجي للاجئين منذ بدء العمليات العسكرية أكثر من 270,6 رجلاً وامرأة وطفلاً من خلال توزيع المساعدات الطارئة، بالإضافة إلى التعليم والخدمات النفسية الاجتماعية.
ويضيف غريسمان قائلاً: "إن الدول المشاركة في هذه العملية العسكرية مسؤولة عن مستقبل العراق، ويشمل ذلك أكثر من توفير المساعدات الأساسية للبقاء على قيد الحياة. وهذا يعني الاستثمار في مستقبل الأطفال العراقيين وإرجاع طفولتهم لهم والتأكد من وجود مستقبل يتطلعون له وهم يحاولون أن يضعوا خلفهم هذا الفصل المظلم الذي يسوده الرعب والإهمال".