دمشق – خليل حسين
تتفاقم أزمة مئات العائلات السورية الآتية من ريف دير الزور الشرقي والعالقين عند حاجز المثلث(منطقة البطمي) حوالي 80 كم شمال شرق العاصمة دمشق بعد منع السلطات السورية دخولهم الى العاصمة دمشق ،بحجة التدقيق الامني باعتبارهم آتيين من مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش ، البعض منهم امضى اسابيع على امل السماح لهم بالتوجه الى دمشق، فالمئات بين اطفال ونساء مرضى وشيوخ وطلاب جامعات وموظفين حكوميين وحاملي اقامات في دول عربية واجنبية يريدون العودة والسفر الى مكان اقامتهم وعملهم ، وبعضهم هاربون من بطش واجرام تنظيم داعش ، وتركوا في العراء بدون ماء وطعام ومكان يقيهم حر الصيف والحشرات الزاحفة التي تكثر في تلك المنطقة الصحراوية .
ورغم التعتيم الاعلامي على هؤلاء استطاعت ( العرب اليوم ) الوصول اليهم ونقل جزء من معاناتهم ، ويقول سالم الحسن وهكذا عرف عن نفسه " اننا في شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركة نموت في اليوم الواحد مئات المرات، نعاني الجوع والعطش، فقد وهنت أجسادنا واعتلت صحتنا بعض سائقي الشاحنات يعطينا وقليل من والماء، فقدنا الامل من رموز منطقتنا وشخصياتها وشيوخها ووجهائها بعد أن خذلونا في حل مشكلتنا عند أصحاب القرار في العاصمة دمشق".
ويحمل جاسم العلاوي من اصدر هذا القرار بأنه يريدهم ان يعودون الى احضان الجماعات الارهابية " اننا عرب سوريون شاء من شاء وأبى من أبى، لنا كل الحق في الدخول إلى عاصمة آبائنا وأجدادنا، ومن اصدر قرار منعنا من دخول دمشق، ما هو الا ليدفع بنا الى أحضان الجماعات الإرهابية وهو أمر لن نرضى به أبداً.. لن نعود إلى مناطق نفوذ داعش فقد اخترنا سوريتنا ولن نغير خيارنا الوطني"، وطالبت السيدة صباح بمحاسبة اي شخص يثبت انه مرتبط بتنظيم داعش " من ارتكب خطأ فليعاقبوه ومن يشك بظاهره أو باطنه من الاشخاص الموجودين فليمنعوه من دخول دمشق ، منذ 4 اسابيع ونحن هنا ولم نعد نستطيع العودة الى ريف دير الزور ، لان تنظيم داعش ينتظرنا ".
امام كل نداءات واستغاثة هؤلاء لم يفعل وجهاء وشيوخ وعشائر ومسؤولي ابناء محافظة دير الزور في دمشق تقدم يد العون لاهم وانقاذهم مما هم فيه فقد توجده قبل ثلاثة ايام الشيخ نواف عبد العزيز الملحم أمين عام حزب الشعب الى منطقة المثلث التي يتواجد بها الممنوعون من دخول دمشق وبعد اجراء عدد من اللقاءات مع الجهات المختصة في دمشق عاد الشيخ الملحم يوم الاثنين حيث استطاع ايصال مساعدات طبية وغذائية عاجلة تمثلت ب5 شاحنات من الهلال الأحمر السوري تحمل سللا غذائية وأغطية وشوادر ومياه اضافة الى سيارتي اسعاف لمعالجة المرضى.
وقام الوفد المرافق للشيخ الملحم بتسجيل أسماء وحالات الموجودين، حيث تبين أن الكثير منهم حاصلين على اقامات في دول الخليج ولبنان، اضافة إلى العشرات من موظفي القطاع العام الحكومي وطلبة الجامعات و عائلات مقيمة في دمشق منذ عدة سنوات ، وبعض المرضى حيث توفي شخص منذ عدة ايام نتيجة اشتداد المرض عليه، وتعتبر نقطة المثلث التي تشهد يتجمع بها العائلات والقادمين من ريف دير الزور هي الثانية حيث اقدمت السلطات السورية وضع المئات منهم في معسكر الطلائع في مدينة السويداء جنوب سورية ..