موسم الحج

قطر كما إيران، دعمت الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وزعزعت الاستقرار في المنطقة، ومولت المعارضين في الدول العربية، وأثارت الفوضى وهددت الأمن القومي في دول مجلس التعاون، وأخيراً بدأت مناوشات قطرية لتسييس حج مواطنيها، على الطريقة الإيرانية ذاتها.
ورغم أن القطريين يعلمون جيداً أن المملكة منذ توحيدها دأبت على تحييد فريضة الحج عن أي نزاعات سياسية، إلا أن عزوف الإيرانيين العام الماضي كان بسبب تعنت نظام الملالي، إذ لم تمنع المملكة يوماً مسلماً من القدوم إلى الحج.

ويبدو أن السلطات القطرية تتجه لمنع مواطنيها من أداء فريضة الحج هذا العام، في خطوة تستلهم نهج إيران التي اتخذت من قبل مثل هذا القرار بهدف الإساءة للمملكة، وتحاول وسائل إعلام قطرية الترويج لمضايقات محتملة قد تواجه الحجاج القطريين، ونشر شائعات حول تعنت السلطات السعودية في تسهيل قدوم القطريين، في وقت أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية في بيان صادر الأسبوع الماضي ترحيبها بكافة الحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم، بما فيها قطر، مؤكدة في بيانها أن القطريين بإمكانهم أداء العمرة في أي وقت وعبر أي خطوط، باستثناء "القطرية"، بما في ذلك التي تنطلق من الدوحة مرورا بمحطات أخرى.

وفي وقت تواصل وسائل إعلام قطرية ترهيبها للشعب القطري من مخاوف القدوم للحج، فند المستشار في الديوان الملكي المشرف على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية سعود القحطاني تلك الادعاءات في تغريدات طمأن من خلالها الأشقاء في قطر حول جاهزية المملكة لاستقبالهم هذا العام، مطالباً السلطات القطرية بتسهيل إجراءات الحجاج القطريين.

وأشار المسؤول السعودي إلى أن متوسط عدد الحجاج حاملي الجنسية القطرية خلال السنوات الخمس الماضية بلغ نحو ١٦٠٠ حاج، وعدد الحجاج المقيمين الذين يحجون من قطر بلغ 400 حاج، مضيفاً أن المقيمين في قطر بإمكانهم أخذ تأشيرة إلكترونية للحج، بحسب بيان وزارة الحج السعودية. وواصل القحطاني تكذيبه للشائعات التي يتم تداولها بين الشعب القطري، إذ أكد أن العملة القطرية مقبولة في السعودية ولم يتم إيقافها، إضافة إلى بطاقات صرافات البنوك القطرية التي تعمل بشكل معتاد.