لندن ـ العرب اليوم
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء (الثالث من تموز/ يوليو 2018) أن عدد القتلى والمفقودين بين المهاجرين في البحر المتوسط منذ بداية العام أعلى بنسبة 40% مقارنة بالتقديرات السابقة.
وأوضحت المنظمة ومقرها جنيف أنه يعتقد أن 1405 شخصا لقوا حتفهم منذ بداية العام وحتى أول تموز/يوليو الجاري، وذلك بعد أن أعلنت الاثنين أن العدد تجاوز الـ1000 شخص.
وقالت جوليا بلاك، المتخصصة في جمع البيانات بالمنظمة إن الزيادة لا ترجع إلى حوادث جديدة لقوارب المهاجرين. وأضافت أنه بدلا من ذلك، فقد استغرقت وقتا للتأكد من عدد المهاجرين المفقودين في ثلاثة حوادث وقعت يومي 19 و 20 حزيران/يونيو الماضي.
وكان ما لايقل عن 215 شخصا قد لقوا حتفهم في هذه الحوادث. وشملت الإحصاءات التي تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء 03 تموز/يوليو أيضا 218 مهاجراً غرقوا قبالة الساحل الليبي في واقعتين منفصلتين يومي الجمعة والأحد.
أسباب غرق المهاجرين
وفي السياق ذاته، تحدث رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة إلى ليبيا عثمان البلبيسي عن "زيادة مقلقة في الوفيات قبالة السواحل الليبية"، مشيراً إلى أن مهربي البشر يستغلون خوف الناس من تشديد الإجراءات الأوروبية في البحر المتوسط.
من جانبه أفاد الباحث الإيطالي ماتيو فيلا بأن خطر وفاة المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر انطلاقاً من ليبيا قد ازداد بشكل حاد الشهر الماضي.
وكتب فيلا ،الذي يعمل في معهد "آي.إس.بي.آي" للأبحاث، على تويتر :"توفي 10% تقريبا أو فقدوا عند مغادرة الساحل الليبي في الفترة من أول حزيران/يونيو إلى 2 تموز/يوليو".
ووفقا لحسابات فيلا ، فإن من بين ما يقرب من 7 آلاف شخص شرعوا في الرحلة، وصل نحو 42% إلى إيطاليا، وتمت إعادة 48% آخرين إلى ليبيا ، وتوفي ما لا يقل عن 10% أو فقدوا.
وقدم الباحث ثلاثة أسباب للزيادة الحادة في معدلات الوفاة.
السبب الأول هو أن المنظمات غير الحكومية تقوم بتنفيذ عمليات إنقاذ أقل بكثير، بعد أن قامت الحكومة الإيطالية الجديدة الشعبوية بطرد سفنها من الموانئ الإيطالية.
وقال إن السبب الثاني هو أن سفن الشحن مترددة في إنقاذ المهاجرين، لأن ذلك يستلزم عمليات مكلفة لتغيير الاتجاه ونظرا لأن السفن التي يوجد على متنها مهاجرون "تُحتجز لأيام انتظاراً في الموانئ" ، على حد قول فيلا.
وأضاف أن السبب الثالث هو أن "حرس السواحل الليبي يعاني من نقص في عدد الموظفين ويفتقر إلى التجهيزات اللازمة".
إيطاليا: سنغلق الحدود بوجه اللاجئين "غير الحقيقيين"
وكانت الحكومة الإيطالية أعلنت يوم الاثنين (2 تموز/يوليو)، أنها ستتبرع بمزيد من السفن لمساعدة خفر السواحل الليبي في اعتراض المهاجرين الذين يتجهون إلى أوروبا عبر البحر.
وقال بيان حكومي بعد اجتماع لمجلس الوزراء إن السفن ستأتي من الأسطول الحالي لخفر السواحل وشرطة الجرائم المالية والجمركية في إيطاليا المعروفة باسم "جوارديا دي فينانزا".
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) عن وزير النقل والبنية التحتية دانيلو تونينيلي قوله إن ليبيا ستحصل على 12 سفينة، من بينها 10 من خفر السواحل.
وقال وزير الداخلية ماتيو سالفيني لتلفزيون "راي" الحكومي إن إيطاليا ستبقى مفتوحة أمام اللاجئين الحقيقيين، في حين "يجب عدم السماح للآخرين بمغادرة بلادهم والموت في الطريق".
وفي حزيران/يونيو 2017 ، انطلق ما يقرب من 25 ألف شخص للقيام بهذه الرحلة، ووصل 90% منهم إلى إيطاليا ، فيما تم اعتراض 8% آخرين من قبل السلطات الليبية وتوفي 2% أو فقدوا.
ويشار إلى أن إجمالي عدد المهاجرين والوفيات بين المهاجرين في البحر المتوسط مازالت أقل من العدد الذي تم تسجيله خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وكان 2268 شخصاً قد لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول للشواطئ الأوروبية خلال النصف الأول من عام 2017.
وقد وصل نحو 101 ألف مهاجر للشواطئ الأوروبية في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير و حزيران/يونيو العام الماضي، مقارنة بـ 45800 هذا العام. وقد انخفضت أعداد المهاجرين الذين وصلوا أوروبا بنسبة 80% ليصل عددهم إلى 16600 عام 2018.
وعلى العكس، شهدت إسبانيا زيادة في أعداد المهاجرين بنسبة 140% لتبلغ 15400 مهاجرا في حين سجلت اليونان زيادة بنسبة 50% ليبلغ عدد المهاجرين 13500 مهاجر.