لندن - العرب اليوم
وجهت محكمة بريطانية اتهاما لامرأة من مدينة “يلسدين” شمال غرب لندن بتمويل تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية وذلك بعد إرسالها مبلغ ألف جنيه استرليني إلى صديقها الإرهابي الذي هرب من بريطانيا عام 2012 والتحق بالتنظيم المذكور.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن محكمة “أولد بايلي” البريطانية وجدت “هناء خان” البالغة من العمر 23 عاماً مذنبة بتهمة تحويل مبلغ نقدي عن طريق شركة “ويستيرن يونيون” للمعاملات المالية إلى الإرهابي “جعفر توراي” الذي انضم إلى تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية وهو مطلوب من قبل الشرطة البريطانية بتهم ارتكاب جرائم قتل قبل فراره من بريطانيا عام 2012.
ويقدر عدد البريطانيين الذين انضموا إلى تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق بنحو ألفي بريطاني وفقا لنواب في مجلس العموم.
وفي سياق متصل كشفت الصحيفة ذاتها أن ثماني طالبات بريطانيات التحقن بتنظيم “داعش” الإرهابي خلال الأشهر السبعة الماضية بعد تسللهن إلى سورية باستخدام الطريق الذي أصبح يعرف باسم “درب عروس الجهاديين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير التي تفيد بانجذاب عشرات النساء البريطانيات إلى دعوات تنظيم “داعش” الإرهابي الترويجية عبر شبكة الانترنت آخذة بالتزايد حيث يستغل التنظيم فكرة الزواج من متطرفين لاستقطاب الفتيات والنساء.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرقم الحقيقي لعدد النساء اللواتي انضممن إلى تنظيم “داعش” الإرهابي أو يحاولن الالتحاق به قد يكون أعلى من ذلك بكثير حيث ترفض الشرطة البريطانية وعائلات الفتيات الافصاح عن هروب بناتهن إلى سورية وهناك في معظم الحالات نوع من التعتيم الإعلامي الأمر الذي يثير مخاوف بشأن فشل أجهزة مكافحة الإرهاب في بريطانيا في إيقاف عمليات تطرف الشباب عن طريق شبكة الانترنت.
وكانت الشرطة البريطانية أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع عن هرب ثلاث طالبات بريطانيات وهن “شميمة بيغوم” التي استخدمت جواز سفر شقيقتها “اكليمة” لمغادرة بريطانيا و”أميرة عباسي” و”خديجة سلطانة” وجميعهن تسللن إلى سورية عبر تركيا والتحقن بتنظيم “داعش” الإرهابي.
وفي هذا السياق حثت رئيسة منظمة مكافحة التطرف في بريطانيا “سارة خان” الآباء على الاحتفاظ بجوازات سفر أبنائهم لمنعهم من السفر إلى سورية والعراق للانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي.
وفي تصريح نقلته صحيفة “الاندبندنت” البريطانية اعتبرت خان أن تنظيم “داعش” الإرهابي يعمل على جذب الفتيات والشبان بالاعتماد على خطة مؤلفة من جزأين أولهما اقناع المجندين المحتملين بأن الانضمام إلى التنظيم ومحاربة الغرب يعتبر “واجبا دينيا” وثانيهما تقديم أوهام وأفكار مزيفة تروج للحياة في ظل التنظيم الإرهابي.
من جهة ثانية أكدت مؤسسة “كويليام” البحثية البريطانية أن عمليات التجنيد عبر الشبكة العنكبوتية التي يقوم بها تنظيم “داعش” الإرهابي تتزايد بشكل ملحوظ إذ يبذل التنظيم جهودا حثيثة لاستخدام مواقع الكترونية مثل “تويتر” و”أسك إف إم” و”فيسبوك” لغسل دماغ الفتيات الصغيرات وحملهن على الاعتقاد بأن عليهن “واجبا أخلاقيا” يفرض عليهن الانضمام إليه.
ويعمد تنظيم “داعش” الإرهابي إلى تضليل الشبان والفتيات من خلال استقطابهم عبر شبكة الانترنت وذلك من خلال حملات دعائية واسعة يقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وتقديم مغريات وهمية يقع المراهقون فريسة سهلة لها.
ومع تزايد اعداد البريطانيين الذين يغادرون بلادهم وينضمون إلى تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق حث رئيس الوزراء البريطاني “ديفيد كاميرون” شركات الخطوط الجوية البريطانية والمطارات وموظفي أمن الحدود بالاضافة إلى شركات الانترنت على اتخاذ المزيد من الإجراءات لمنع المراهقين البريطانيين من السفر والانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي.
ونقلت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية عن “كاميرون” قوله أمام مجلس العموم إنه يشعر “بالرعب” جراء اختفاء المراهقات البريطانيات الثلاث “سلطانة” و”بيغوم” و”عباسي” معتبرا ً أن المشكلة ليست مجرد قضية تخص الشرطة البريطانية وأمن مراقبة الحدود بل هو واجب كل الأشخاص من المؤسسات التعليمية إلى رجال الدين والعائلات من أجل المساعدة في منع الشباب من تبنى أفكار متطرفة.
وأشار “كاميرون” إلى أن هناك ضرورة لاتخاذ ترتيبات جديدة مع شركات الطيران لضمان التعرف بشكل صحيح على هؤلاء المراهقين الذين يسافرون دون مرافق واستجوابهم قبل تمكنهم من الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.
وأكد “كاميرون” أنه يتوجب على شركات الانترنت أيضاً اتخاذ إجراءات إضافية للتعامل مع مشكلة التطرف على الشبكة العنكبوتية ولاسيما أن الفتيات البريطانيات الثلاث اللواتي انضممن إلى تنظيم “داعشط الإرهابي هذا الأسبوع اعتنقن الفكر المتطرف وهن في منازلهن.
وكانت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية كشفت أمس أن الشرطة وأجهزة الأمن البريطانية تواجه أسئلة ومطالبات بإجراء تحقيقات مكثفة حول كيفية تمكن الفتيات الثلاث اللواتي تشغل قضية انضمامهن إلى تنظيم “داعش” الإرهابي عائلاتهن والرأي العام من مغادرة بريطانيا والتسلل إلى سورية وسط معلومات تفيد بصلتهن بالإرهابية “أقصى محمود” التى سبقتهن بالانضمام للتنظيم وبدأت بتحريض غيرها على اللحاق بها