واشنطن ـ العرب اليوم
حذر خبراء الأمم المتحدة من أن الأراضي النائية في إقليم دارفور السوداني قد تصبح مرتعا للإسلاميين المتشددين مع احتدام العنف في الإقليم الذي يمزقه الصراع بدرجة مثيرة للقلق.
ويشهد إقليم دارفور صراعا منذ أن حملت قبائل غير عربية بشكل أساسي السلاح في 2003 ضد الحكومة التي يقودها العرب في الخرطوم متهمين إياها بالتفرقة. وتقول الأمم المتحدة إن 300 ألف شخص قتلوا كما شرد الملايين بسبب هذا الصراع.
وقال أحدث تقرير للجنة الأمم المتحدة للخبراء بشأن السودان وزع الجمعة 23 يناير/كانون الثاني إن إجمالي عدد الغارات الجوية التي تشنها القوات الحكومية السودانية قل، إلا أنه تحدث عما وصفه بـ"نمط من الاستهداف المتعمد أو الهجمات العشوائية على المدنيين الموالين بشكل فعلي أو متصور لجماعات المعارضة المسلحة، إضافة إلى هجمات متفرقة من قبل قوات المتمردين على الذين يُعتقد أنهم يدعمون الحكومة.
وأشار التقرير إلى أن "آثار ذلك أسفرت عن تدمير 3324 قرية في دافور خلال فترة الخمسة أشهر التي قامت بمسحها سلطة دارفور الإقليمية من ديسمبر 2013 إلى أبريل نيسان 2014".
وأشار الخبراء الدوليون في تقريرهم أيضا إلى تشرد عدد كبير من سكان المنطقة. وذكر بهذا الخصوص مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو نصف مليون شخص أصبحوا مشردين جددا العام الماضي في دافور
وقال الخبراء إن المناخ الأمني عبر ليبيا والساحل والشرق الأوسط تدهور بسبب "قلاقل الإسلاميين الراديكاليين"، معبرين عن مخاوف بشأن بيانات من السودان عن دعم الحكومة للمتمردين الليبيين.
وشدد التقرير على أن "اللجنة تجد إن دافور يمكن أن تكون" أرضا خصبة محتملة لتسلل الراديكاليين الإسلاميين بسبب حدودها المليئة بالثغرات والتضامن العائلي عبر الحدود بين القبائل السودانية و(أبناء عمومتهم) الأفارقة المنحدرين من أصل عربي في جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا ومالي والنيجر"، مضيفا أن الخبراء لم يتمكنوا بعد من تحديد حجم هذا التهديد.