بغداد - نجلاء الطائي
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في العراق، الجمعة، مشاركتها مع برنامج القبول الإنساني الألماني هذا الأسبوع، الحفل الختامي في شتوتغارت، للاحتفال بإنجازات البرنامج، فيما أشار بيان لبعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي"ورد أن "الحفل يتضمن نقل أكثر من 1000 مستفيد من النساء والأطفال الأكثر تضرراً في المجتمع، والمستهدفين في هذا الصراع المستمر في العراق إلى ولاية بادن-فورتمبيرغ في ألمانيا".
وكان الكثير من هؤلاء الأفراد الأكثر تضرراً في المجتمع تحت سيطرة تنظيم "داعش"، في حاجة ماسة إلى خدمات الدعم الطبي والنفسي الأجتماعي المتخصص، وكان أكثرهم يعيشون في مخيمات النازحين داخليًّا في شمال العراق. حيث يتلقى المستفيدون في ألمانيا الرعاية النفسية والاجتماعية والصحية المجانية، وكما يحصلون على السكن ودورات اللغة والتعليم مجاناً.
ويعتبر برنامج القبول الإنساني الألماني مسعى مشتركًا بين المنظمة الدولية للهجرة في العراق ووزارة الدولة لبادن-فورتمبيرغ، ومنذ بدأ البرنامج في آذار/ مارس 2015، سهلت المنظمة الدولية للهجرة 14 رحلة جوية مستأجرة في نهاية شهر كانون الثاني/ يناير، حيث كان العدد الأجمالي للمستفيدين ما يقارب 1,045 مستفيد. 664 هو مجموع الأطفال و 381 عدد الراشدين (709 أنثى و 336 ذكراً)، ومن المقرر أن يتم النقل الأخير للمستفيدين من قِبَل برنامج القبول الإنساني الألماني في أواخر كانون الثاني، وسيشمل 156 مستفيدًا.
وتقدم المنظمة الدولية للهجرة كجزء من برنامج القبول الإنساني، وكذلك من أجل تسهيل هجرة آمنة ومنظمة, ما يلي: عملية النقل والكشوفات الطبية وتوفير قسائم الملابس وتقديم الاختبارات الطبية الأولية والدعم اللوجستي، وحيث تقوم المنظمة الدولية للهجرة بتسهيل جميع مراحل عملية التنقل، من خلال موظفيها الطبيين والاداريين والنفسيين والاجتماعيين، من أجل تلبية حاجات
وتوفِّر الرعاية الخاصة وتنظيم رحلات الطيران للحالات الطبية لضمان سلامة وأمانة المستفيدين، كما يتم توفير دورات توجيهية ثقافية، بما في ذلك تمهيد للغة الألمانية والتاريخ والقوانين المحلية، وتوضيح الخدمات الاجتماعية المتاحة.
وقد أعرب كل من النساء والأطفال المستفيدين عن أمتنانهم لإتاحة الفرصة لهم للأنتقال إلى ألمانيا, رغم أن الكثيرين منهم كانوا يشعرون بالقلق حول المستقبل. الشعور المشترك بينهم هو العيش في بيئة سليمة وآمنة، وعلى أمل أن تتحسن حياتهم من خلال الفرص المتاحة لهم في ألمانيا.
وأوضحت احدى المستفيدات لموظفي المنظمة الدولية للهجرة، "عندما اتخذت أول خطوة في ألمانيا بعد النزول من الطائرة، تنهدت بارتياح كبير، وهذه هي المرة الأولى التي شعرت بها بالأمان منذ فترة طويلة، لدرجة وكأنني أستطيع التنفس مرة أخرى. حيث شعرت بالسلام، والناس هنا لطيفون جدا معنا، وها أنا أتعلم اللغة الألمانية، وأتمنى عندما أتحسن أن أجد عملاً من خلاله أستطيع مساعدة الاخرين".
وأكّد رئيس المنظمة الدولية للهجرة في العراق الدكتور توماس لوثر فايس: "لقد مكن التعاون النموذجي بين المنظمة الدولية للهجرة في العراق ووزارة الدولة لبادن- فورتمبيرغ، من خلال برنامج القبول الإنساني الألماني بنقل أكثر من 1,000 من الناجين من أسوأ أعمال العنف التي ارتُكبت خلال الصراع في العراق. يتوجه هذا البرنامج لتلبية احتياجات الفئات الأكثر تضرراً في المجتمعٍ ويُعتبر هذا البرنامج مثالاً للمساعدات الإنسانية الموجهة نحو هدف معين لتوفير الخدمات المتخصصة لهؤلاء النساء والأطفال الذين هم بأمس الحاجة إليها. ونتقدم بخالص الاحترام لكل من وزارة الدولة لبادن- فورتمبيرغ، وموظفي برنامج القبول الإنساني والمتطوعين لالتزامهم الملهم لهذا البرنامج المنقذ للحياة".
وأعلن الوزير ورئيس بادن-فورتمبيرغ, وينفريد كريتشمان، "لم يكن من الممكن تنفيذ هذا المشروع بنجاح دون دعم من المنظمة الدولية للهجرة، وهي المنظمة الأكثر نشاطاً وفعالية، التي عملت مع موظفي وزارة الخارجية".
ونزح ما يقارب 3.3 مليون عراقي بسبب الصراع في العراق منذ كانون الثاني/ يناير 2014. ومن أجل مساعدة الفئات الأكثر تضررًا في المجتمع، تعمل المنظمة الدولية للهجرة في العراق بالتعاون مع الفريق القطري الإنساني للأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني؛ لتقديم مجموعة واسعة من خدمات الاستجابة للطوارئ، وتشمل: طرود المواد غير الغذائية والمأوى وتقديم المساعدة في سبل كسب العيش والرعاية الصحية الأولية، وكذلك المساعدة النفسية الأجتماعية لمساعدة النازحين لاستعادة كرامتهم في الحياة.