موسكو ـ العرب اليوم
أبلغت دمشق الجانب الروسي أن وفدها إلى منتدى موسكو سيكون برئاسة مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي يبدأ أعماله اعتباراً من الاثنين 26 يناير/كانون الثاني.
ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصادر قالت إنها مطلعة إن "سوريا حافظت على ذات مستوى المفاوضين في مؤتمر "جنيف 2"، حيث كان الجعفري هو من ترأس وفد الجمهورية العربية السورية وفاوض وفد الائتلاف السوري المعارض بشكل غير مباشر من خلال المبعوث الخاص للأمم المتحدة آنذاك الأخضر الإبراهيمي".
وسيرافق الجعفري، إلى العاصمة الروسية ومن دون تغييرات، أعضاء الوفد المفاوض السوري ذاته في جنيف، وهم: مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس، والمحامي الأستاذ أحمد كزبري، والمحامي الأستاذ محمد خير عكام، وأسامة علي من مكتب الوزير، وأمجد عيسى وأضيف إليهم سفير سوريا لدى روسيا رياض حداد.
وينعقد منتدى موسكو التشاوري الاثنين حيث يجتمع عدد من شخصيات المعارضة مع بعضهم بعضاً قبل أن ينضم وفد الجمهورية العربية السورية إلى اللقاء الأربعاء.
وتسعى موسكو إلى إجراء مشاورات غير رسمية بين الحكومة السورية والمعارضة نهاية الشهر الجاري.
وقد أعلنت الحكومة السورية موافقتها على إرسال ممثليها إلى هذه المشاورات فيما رفض "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" المعارض المشاركة.
وأطلقت روسيا على اجتماعات موسكو تسمية "منتدى" لكونها ليست "حواراً" أو "مفاوضات" ولا جدول أعمال مطروحاً على الطرفين لبحثه بل هو لقاء تشاوري يمهد لحوار قد يجري لاحقاً في موسكو أو في دمشق، وفق ما يتفق عليه المجتمعون، وخاصة أن روسيا حريصة على أن يكون اللقاء من دون أي تدخل خارجي، وينتج عنه فقط ما يتفق عليه المجتمعون.
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخراً عن أمله في أن يساعد لقاء موسكو مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في تنظيم مؤتمر جديد للتفاوض حول إنهاء الأزمة.
وكانت واشنطن أثنت على لقاء موسكو المرتقب، وقال جون كيري إن المنتدى ممكن أن تنتج عنه حلول جيدة، لكن واشنطن اعتبرت أن قرار المشاركة يعود إلى المعارضة.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي "لقد أعربنا بالطبع عن دعمنا لحضورهم الاجتماعات".
إلا أن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، والمعارض أحمد معاذ الخطيب أعلنوا عدم مشاركتهم في اللقاءات. وقال مصدر في الائتلاف:"أي محادثات يجب أن تتم في دولة محايدة وبإشراف الأمم المتحدة".
واشترطت "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي" السورية المعارضة، على لسان منذر خدام، مشاركة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لحضور المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم اجتماعات موسكو.
في هذه الأثناء، أعلن زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم أنه سيسافر إلى موسكو للمشاركة في المنتدى.
وقال مسلم في مقابلة إذاعية أجريت معه الجمعة: "يجب السعي من أجل أي حل يساهم في إيقاف هذا النزيف الدموي في سوريا، أي حل يوقف إطلاق النار، يجب الاستفادة من أي محاولة لوقف هذا النزيف".
وأوضح مسلم، وهو نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية، أن اللقاء مع وفد الحكومة سيتقرر خلال اجتماع المعارضة الذي يعقد أول أيام المنتدى. وقال: "وافقنا على الاجتماع فقط، المعارضة هي التي ستقرر اللقاء أو عدم اللقاء مع ممثلي الحكومة السورية"، وأضاف: "إذا توافقنا نحن أطراف المعارضة على صيغة معينة، عندها لا مانع من اللقاء مع ممثلي النظام".
وأشار إلى أن جدول أعمال منتدى موسكو "مفتوح". وأضاف: "سوف تتم مناقشة مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك مشكلة مكافحة الإرهاب في المنطقة".
وأعرب عن أمله في أن يلتقي خلال فترة وجوده في موسكو، مع دبلوماسيين روس، لمناقشة حقوق الأكراد السوريين، وطرق حل القضية الكردية في سوريا.
مصدر دبلوماسي: جميع فصائل المعارضة السورية تقريبا قد وافقت على حضور لقاء موسكو
في سياق متصل، ذكر مصدر دبلوماسي مطلع في حديث مع وكالة "تاس" الإخبارية الروسية، الأحد 25 يناير/كانون الثاني، أن جميع فصائل المعارضة السورية، باستثناء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وافقت على المشاركة في اجتماع موسكو.
وقال: "لقد عبرت جميع فصائل المعارضة السورية، باستثناء الائتلاف الوطني المعارض الذي يتخذ من إسطنبول مقرا له، عن اهتمامها بتلبية دعوة موسكو".
وأشار إلى أن مشاركة وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اللقاء لم تكن مقررة من الأساس.
وأعلن الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة رسميا مقاطعته هذه المشاورات.