المعارضة السورية

قالت مصادر بارزة مقربة من الحكومة السورية إن الهجمات التي يقوم بها الجيش السوري وحلفاؤه بدعم من الضربات الجوية الروسية تسير أبطأ مما كان متوقعا نظرًا إلى زيادة الدعم السعودي للمعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسلحون: إن سيطرة المعارضة على قرية عطشان في محافظة حماة تمثل انتكاسة ثانية للحكومة وحلفائها في تلك المنطقة خلال الأيام الماضية. وسقطت أيضا مدينة مورك في أيدي المعارضة يوم الخميس.

وبدعم من الضربات الجوية الروسية شن الجيش السوري وحلفاؤه ومن بينهم الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني هجمات عدة في مناطق حيوية لسيطرة الرئيس بشار الأسد على غرب سوريا.

لكن محللين يقولون: إن مكاسب الحكومة متواضعة في أحسن الأحوال وقال أحدهم في وقت سابق: إن الانفراجة الوحيدة التي حدثت تتمثل حتى الآن في تحقيق تقدم بسيط في جنوبي حلب. وعبر مسؤولون أمريكيون عن وجهة نظر مماثلة بينما تقول المعارضة: إن الهجوم المدعوم من روسيا يفشل وتتوقع المزيد من المكاسب على الأرض لصالحها. وفي تقييم صريح للتحديات التي تواجهها الحكومة قال مصدران غير سوريين قريبين من دمشق: إن المزيد من الدعم العسكري السعودي للمعارضين قد أثر على سير المعركة.

وأشار المصدران إلى أن تزايد الإمدادات من صواريخ تاو الأمريكية الصنع المضادة للدبابات للمسلحين يعتبر عاملا كبيرا. لكنهما أيضا أصرا على أن الهجمات تسير حسب الخطة الموضوعة لها، وهذا يعكس ما قاله مصدر عسكري سوري في الأيام الأخيرة. وقال المصدران: إن الخطوط الدفاعية تم تعزيزها ولا سيما في محافظة اللاذقية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن قوات الحكومة وحلفاءها سيطروا على قرية في محافظة اللاذقية أمس.

وقال أحد المصدرين: الدعم من السعودية للمعارضة لم يتوقف لكن الآن تعزز بشكل غير مسبوق، وهو الذي أسهم في إبطاء العمليات وتأخير تحقيق إنجازات كبيرة على الأرض.
وذكر المصدر أن زيادة الإمدادات بصواريخ تاو للمعارضة كان السبب الرئيسي لتوقف الهجوم في سهل الغاب.

في غضون ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس: إن الضربات الجوية الروسية قتلت 42 شخصا على الأقل بينهم 27 مدنيا في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وإضافة إلى المدنيين ذكر المرصد أن 15 من مقاتلي التنظيم قتلوا بعد سلسلة من الضربات يوم الثلاثاء استهدفت معقل داعش في سوريا.

من ناحية أخرى وجد ناشطون تأكيد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخدام غاز الخردل السام في شمال سوريا في أغسطس الماضي غير كاف كونه لا يوجه الاتهام مباشرة إلى الجهاديين الذين لجأوا إليه في قصفهم مناطق سيطرة الفصائل المعارضة وقتها. وأكد خبراء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوم الخميس: إن غاز الخردل استخدم خلال معارك في مدينة مارع في محافظة حلب (شمال) في 21 أغسطس الماضي. ولم تحدد المنظمة الجهة المسؤولة عن استخدام تلك المادة.
ومن جهته أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن بأن تنظيم داعش استخدم غازات سامة خلال هجوم عنيف شنه في أغسطس الماضي ضد الفصائل الإسلامية والمقاتلة بهدف السيطرة على مدينة مارع.

كذلك قال الناشط ومدير وكالة شهبا برس مأمون الخطيب، الذي كان موجودا في مارع وقتها: نعلم أن الدولة الإسلامية هي من استخدمت هذا الغاز لأن القذائف أطلقت من مناطق سيطرتها في شرق المدينة واستهدفت مدنيين.

وأضاف: نحن كنا متأكدين من نوع الاستهداف، إلا أن المجتمع الدولي ليس جديا في القضاء على داعش.
وقال زميله في الوكالة الناشط نذير الخطيب إن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ليس كافيا، كونه لا يتهم تنظيم الدولة الإسلامية مباشرة باستخدام غاز الخردل في مارع بل جاء متأخرا أيضا.
ويحاول التنظيم المتطرف السيطرة على مدينة مارع الواقعة على مسافة 35 كلم شمال مدينة حلب وتعد من أبرز معاقل الفصائل الإسلامية والمقاتلة التي تخوض معارك ضد النظام وتنظيم الدولة الإسلامية في آن. وكانت منظمة أطباء بلا حدود وثقت استخدام مواد كيميائية في مارع في 21 أغسطس، من دون أن تحدد طبيعة المادة أو الجهة المسؤولة.