المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي

حذرت الصين اليوم الاربعاء الولايات المتحدة من "قيامها بالتهويل والمبالغة بشأن قضية بحر الصين الجنوبى وحثتها على ان تتوقف عن اثارة الارتباك بالمنطقة عن عمد".
عبر عن هذا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي فى تعليق على ما قاله وزير الدفاع الامريكى آشتون كارتر فى كلمة ألقاها فى سان فرانسيسكو أمس اتهم فيها الصين بـ"الاستمرار فى عسكرة بحر الصين الجنوبى وحذرها من القيام بأى تصرفات عدائية فى المنطقة".

وقال هونج ان اتخاذ جيش الصين خطوات دفاعية ضرورية بتشييد مرافق عسكرية والقيام بانتشار محدود فى اراض تابعة للسيادة الصينية لا يعتبر شيئا جديدا او خارجا عن المألوف، موضحا ان حق الصين فى الحفاظ على النفس والدفاع عنها هو حق يكفله القانون الدولى لجميع الدول ذات السيادة.
واتهم المتحدث الولايات المتحدة بأنها "هى من تقوم بعسكرة بحر الصين الجنوبى بكل ما تقوم به من أفعال تزيد من حدة التوترات مثل مواصلتها زيادة تواجدها العسكرى فى المنطقة على مدى فترة طويلة من الزمن، فضلا عن أجرائها مناورات عسكرية مغرضة ودأبها على ارسال سفن وطائرات عسكرية قرب الاراضى الصينية للقيام بمراقبتها".

واكد تصميم الصين التام على حماية سيادتها الاقليمية ومصالحها البحرية.
كما شدد على ثقة الصين والآسيان فى قدرتهم على الحفاظ على سلام واستقرار المنطقة، داعيا الولايات المتحدة لاحترام الجهود المشتركة للدول الاقليمية.
كانت الصين طالبت الولايات المتحدة أول أمس بأن تتوقف عن لعب دور قاضى قضاة العالم وكيل الاتهامات ضدها فيما يتعلق بقضية بحر الصين الجنوبى فى تعليق على تصريح أدلى به دانيال كريتينبرينك، مدير إدارة شئون آسيا بمجلس الامن القومى التابع للبيت الابيض، يوم الجمعة الماضى دعا فيه الصين إلى أن تلتزم بتعهدها بعدم عسكرة جزر نانشا وان تقوم بمد نطاق هذا التعهد ليشمل بحر الصين الجنوبى بالكامل وكذا قوله ان قرار محكمة التحكيم الدولى فى القضية المرفوعة من قبل الفلبين بشأن البحر الجنوبى سيكون ملزما لبكين ومانيلا لان كلاهما من الدول الموقعة على معاهدة الامم المتحدة الخاصة بقانون البحار.

وفى تعليقه حول هذا الموضوع، قال هونج ان"قيام الصين بإقامة مرافق عسكرية دفاعية محدودة على اراضيها هو تصرف تقوم به للدفاع عن النفس والحقوق الخاصة بها والتى يمنحها القانون الدولى للصين ولأى دولة أخرى ذات سيادة، وأكد أن وجود هذه الدفاعات الصينية على الجزر ببحر الصين الجنوبى هو إجراء يتناسب مع الوضع فى تلك الجزر والشعاب ومع التهديدات التى تواجهها، ولا يعنى ان الصين تقوم بعسكرة المنطقة".
وردد ما كان قاله وزير الخارجية وانغ يى من قبل بأن على الجميع فى المنطقة وخارجها أن يتعاونوا معا ويسعوا الى عدم عسكرة الوضع.
ثم اوضح المتحدث ان موقف الصين الرافض للتحكيم الدولى بشأن بحر الصين الجنوبى يتطابق مع نص القانون الدولى.

يذكر أن الصين كانت جددت تحديها فى وقت سابق من شهر ديسمبر الماضى لأى محاولة من جانب الفلبين للجوء للتحكيم الدولى بشأن قضية بحر الصين الجنوبى، داعية مانيلا الى ان تطرح أوهامها جانبا وان تعود الى طاولة المفاوضات لحل أى خلافات بينهما.
وأكدت الصين ان سيادتها وولايتها الجغرافية فى المنطقة شيء لا يقرره إلا الصينيون أنفسهم وغير مسموح لأى أحد آخر أو جهة أخرى أن تتدخل فيه.
وشددت على ان موقفها يستند الى قواعد قانونية دولية صلبة ومتينة وانها لن تتزحزح عن موقفها الثابت من الدعوة المرفوعة من الفلبين ضدها أمام محكمة العدل فى لاهاى بشأن عملية التحكيم الدولى.

كما اتهمت مانيلا بأنها تتجاهل الحقائق والقانون الدولى والعدالة وتحاول ان تنفى ما للصين من سيادة على جزر البحر الجنوبى كما انها تتنكر للقوة الشرعية والقانونية الكامنة فى "بيان القاهرة" و"اعلان بوتسدام" اللذين يعدان من وثائق الحرب العالمية الثانية الهامة ويعتبران كذلك جزءا هاما من الوثائق القانونية الصينية المرتبطة بوحدة أراضيها وبحقوقها البحرية.