موسكو - العرب اليوم
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه كان على استعداد لوضع الأسلحة النووية لروسيا في وضع التأهب أثناء التوترات بشأن الأزمة في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
وفي تعليقات بفيلم وثائقي عرضه التليفزيون الرسمي، قال بوتين إن حياة الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، كانت في خطر.
كما ذكر أن المواطنين الروس في شبه جزيرة القرم كانوا عرضة للخطر، قبل ضمها إلى روسيا.
وفي مقطع عرض مسبقا من الفيلم، أقر بوتين بأنه أمر بضم القرم قبل عقد الاستفتاء على انضمامها إلى روسيا.
وانضمت القرم إلى روسيا بشكل رسمي في 18 مارس/ آذار 2014، مما أثار استياء المجتمع الدولي، بعد استيلاء مجموعة من المسلحين المجهولين على شبه الجزيرة.
وفي الوثائقي الذي يحمل اسم "الطريق إلى الأرض الأم"، قال بوتين "لم نفكر أبدا في ضم القرم من أوكرانيا حتى لحظة بدء هذه الأحداث، والإطاحة بالحكومة. فالقرم أرض روسية تاريخيا، ويعيش فيها مواطنون روس، كانت حياتهم في خطر، ولا يمكننا التخلي عنهم."
وعن وضع الأسلحة النووية الروسية في حالة الجاهزية للقتال، قال بوتين "كنا على استعداد لذلك".
وأضاف أنه أجرى "استطلاعا سريا للرأي" لسكان القرم لمعرفة موقفهم من الانضمام لروسيا، "واكتشفنا أن حوالي 75 في المئة من السكان أرادوا الانضمام لروسيا". ولم يدل بأية تفاصيل عن طريقة إجراء هذا الاستطلاع.
ونفت الحكومة الروسية أن المسلحين، الذين ظهروا في القرم بدون شارات عسكرية، ينتمون إلى قواتها. لكن بوتين قال في الوثائقي إن روسيا أرسلت بعض القوات إلى شبه الجزيرة "لدعم قوات الدفاع الشعبي في القرم".
وأدى ضم شبه جزيرة القرم إلى اشتعال الصراع في شرق أوكرانيا في أبريل/ نيسان الماضي، إذ استولى المحتجون الموالون لروسيا على المباني الحكومية في دونيتسك ولوهانسك وخاركييف، مطالبين بالاستقلال.
وبعد شهر، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك ولوهانسك الاستقلال عن أوكرانيا، بعد استطلاعات للرأي غير معلنة.
وجاء الرد الأوكراني بإطلاق "عملية مضادة للإرهاب" في شرق البلاد. واشتعل الصراع في المنطقة ليودي بحياة ستة آلاف شخص على الأقل، بحسب الأمم المتحدة.
وتقول الحكومة الأوكرانية، والقادة الغربيون، وحلف شمال الأطلسي (ناتو) إن ثمة أدلة قاطعة على دعم روسيا للانفصاليين بالجنود والأسلحة الثقيلة. ويدعم خبراء مستقلون هذه الادعاءات.
لكن الحكومة الروسية تنفي هذه الاتهامات، وتصر على أن الروس الموجودين في صفوف الانفصاليين "متطوعون".
"عملا طيبا"
وتفاصيل هروب يانوكوفيتش غير معلومة حتى الآن، إلا أن بوتين قال إن روسيا قامت ببعض الجهود لمحاولة إخراجه من البلاد لوجود خطر على حياته.
وقال بوتين في الوثائقي: "تلقينا معلومات عن أن هناك خططا للقبض عليه (يانوكوفيتش)، وتصفيته جسديا، كما أراد من قاموا بالانقلاب".
وذكر أن محاولات إجلاء يانوكوفيتش كانت عبر البر والبحر والجو. كما تم وضع "بنادق ثقيلة" في دونيتسك "حتى لا يضيع الوقت في الحديث".
وأوردت وكالة "انترفاكس" الروسية على لسان بوتين أن عملية إنقاذ الرئيس الأوكراني السابق وأسرته كانت "عملا طيبا".
والوثائقي من إعداد الصحفي أندري كوندراشوف، أحد العاملين في القناة الروسية الرسمية "روسيا 1".
ويعرض الفيلم وسط تكهنات بخصوص مكان إقامة بوتين، الذي لم يظهر منذ 5 مارس/ آذار الماضي.
ونفى الكرملين شائعات ترددت عن احتمال مرض أو وفاة بوتين، وأعلن أنه سيلتقي رئيس قيرغيزستان، ألمظ بيك أتامباييف اليوم.