دمشق ـ العرب اليوم
أصدر مكتب توثيق الشهداء في درعا وثيقة بعنوان "سنابل من الدم" والذي يتضمن إحصائيات وبيانات ومعلومات شاملة توثق شهداء الثورة السورية في محافظة درعا للعام الفائت، حيث وثق المكتب مقتل 2263 شخصًا خلال العام بما يشكل 18% من إجمالي عدد القتلى منذ انطلاق الثورة السورية وبانخفاض قدّره القائمون على المركز بـ 24.5% عن أعداد الضحايا خلال عام 2014. وأفاد التقرير الذي أصدره مكتب التوثيق بمقتل 1403 مدنيًا من بينهم 309 أطفال و188 نساء و4 أجنة إضافة لتوثيق 861 قتيل عسكري.
وأدرج مكتب توثيق الشهداء، بحسب قاعدة بياناته، جميع القتلى تحت تصنيفات مختلفة، والتي يبلغ عددها 20 تصنيفًا توثق طريقة الاستشهاد، كان أبرز هذه التصنيفات هي "الاشتباكات" والتي راح ضحيتها 703 قتلى جميعهم من العسكريين فيما تسببت "البراميل المتفجرة" بمقتل 415 شخصًا جلّهم من المدنيين، أما ضحايا القصف "المدفعي والصاروخي" فقد قدر تعدادهم بـ 343 قتيلًا.
وتوزع 223 قتيلًا ضمن عدة تصنيفات، أبرزها القنص 31 قتيلا والكمائن العسكرية 18 قتيلا، الانفجارات 44 قتيلا، السيارات المفخخة 23 قتيلا، رصاص الأمن الأردني 12 قتيلا، إطلاق النار العشوائي 11 قتيلا، الحوادث المناخية ثلاثة قتلى وغيرها من التصنيفات.
وتحدث محمد الشرع عضو مكتب توثيق الشهداء في درعا في اتصال خاص قائلًا: "إن إحصائية هذا العام كانت أدنى من إحصائية العام 2014 إلا أن أبرز ما يميزها هو ارتفاع عدد ضحايا الاغتيالات وقتلى الصراعات الداخلية بين الفصائل، كما لوحظ ارتفاع أعداد القتلى الموثقين في العمليات الاستشهادية في صفوف تنظيم داعش"
وعن أبرز الصعوبات التي تواجه عمل المكتب قال الشرع: "إن أبرز الصعوبات التي تواجه عمل المكتب هي الحصول على معلومات توثق الشهداء الذين قتلوا تحت التعذيب إضافة لضحايا الاغتيالات والصراعات المحلية بسبب تكتم الفصائل عليها".
وتابع الشرع "إن حوران مشهورة بزراعة القمح الذي أصبح الآن ممزوجا بدماء شهدائها ونحن نقدم حصيلة هذا العام لهذه السنابل التي تمثل شهدائنا. إن العمل في مكتب التوثيق ليس مجرد شعار "ليسوا أرقاما" إنما هو أمانة ودماء تكفل المكتب بحفظها"
وشملت عملية التوثيق جميع المدن والبلدات في الحدود الإدارية لمحافظة درعا، كما شمل التقرير أيضا الشهداء من أبناء المحافظات الأخرى أثناء تواجدهم داخل درعا، وقد شملت عملية الإحصاء توثيق قتلى ضمن 134 مدينة وقرية وبلدة في المحافظة وخارجها.
وتصدرت درعا المدينة أعداد القتلى بـ375 قتيلا، تلتها مدينة إنخل بـ124 قتيلا، الشيخ مسكين بـ110 قتلى، ومدينة بصرى الشام بتسعين قتيلا فيما وثق المكتب أيضا 31 مجزرة خلال العام 2015.
وشهد العام 2015 توثيق استشهاد 23 ناشطا إعلاميا ما بين عسكري ومدني من إجمالي 109 ناشطين تم توثيق استشهادهم منذ بداية الثورة السورية، حيث لقي 12 ناشطا إعلاميا عسكريا حتفهم، فيما قتل 11 ناشطا إعلاميا مدنيا منهم ثلاثة تحت التعذيب وكان من أبرز ضحايا الإعلام في العام 2015 مصور قناة الجزيرة "محمد الأصفر" و"ليث الحاج علي" عضو مؤسسة يقين الإعلامية و"يمان أبازيد" عضو شبكة شام الإخبارية إضافة للشهيد "مضفر الفلاح" عضو مؤسسة شاهد الإعلامية.
كما وثق المكتب خلال العام الماضي مقتل 378 شخصا ضمن ملف خاص هو ملف الجنايات والجرائم، حيث ارتفعت نسبة الجرائم والإشتباكات المسلحة بين الفصائل وانتشرت حوادث الاغتيال التي طالت في بعضها قياديين بارزين ضمن الفصائل العسكرية بالإضافة لبعض الإعلاميين، إذ حصدت الاغتيالات أرواح 105 أشخاص فيما تم توثق مقتل 242 شخصا إثر معارك دارت رحاها بين الفصائل العسكرية كان أبرزها الاقتتال الدائر بين جيش الفتح الجنوبي ولواء شهداء اليرموك المقرب من تنظيم داعش في منطقة حوض اليرموك في المنطقة الغربية من محافظة درعا.
كما وثق المكتب مقتل تسعة أشخاص قتلوا تحت التعذيب في المناطق المحررة إضافة لمقتل 22 إعدامًا ميدانيًا.