مسيرات ضد "شارل إيبدو"

شهدت عدة دول عربية وإسلامية مسيرات منددة بمجلة "شارل إيبدو" الفرنسية، التي نشرت رسوما مسيئة للإسلام الأربعاء الماضي، في حين شهدت في بعض المسيرات اشتباكات بين متظاهرين والشرطة.

ففي القدس، وبعد انتهاء صلاة الجمعة 16 يناير/ كانون الثاني، خرج المئات من المصلين في مسيرة نصرة للنبي محمد (ص) في ساحات المسجد الأقصى، وتواجدت قوات من الشرطة الإسرائيلية في محيط المسجد ولكن ليس في ساحاته.

أما في الأردن، خرج الآلاف في مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير وسط العاصمة عمان بعد صلاة الجمعة، والتي نظمتها "اللجنة الوطنية الأردنية لنصرة النبي".

وقبل أن يصل المشاركون إلى منطقة "الدوار الثالث"، حيث مقر السفارة الفرنسية، حدثت مناوشات بين قوات الدرك والمتظاهرين، الذي أصروا على وصول قافلة المسيرة إلى مقر السفارة.

وفي العاصمة السودانية الخرطوم، خرج المئات عقب صلاة الجمعة من الجامع الكبير بوسط الخرطوم في تظاهرة للتنديد برسوم المجلة الفرنسية.

ومنعت الشرطة المتظاهرين من التوجه لمقر السفارة الفرنسية، ولكنها سمحت لهم بأن يجوبوا بقية المناطق التي تعطلت فيها حركة المرور.

وفي العاصمة الموريتانية نواكشوط تظاهر آلاف الأشخاص ضد الرسوم المسيئة للإسلام التي نشرتها الصحيفة الفرنسية الساخرة شارلي إيبدو.

وقام المتظاهرون بحرق علم فرنسا قبل أن يتوجهوا إلى السفارة الفرنسية في مدينة نواكشوط، إلا أن القوات الموريتانية منعتهم من الوصول إليها.

وجاءت هذه المظاهرة استجابة لدعوة منتدى العلماء والأئمة لنصرة النبي محمد(ص)، وردد المتظاهرون خلالها شعارات عدة منها "نحن هنا للدفاع عن النبي محمد"و"لن نقبل بإهانة النبي".

وفي الجزائر العاصمة أصيب عدد من أفراد الشرطة خلال اشتباكات بعد اندلاع أعمال شغب في ختام مسيرة للتنديد بالصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" بعد نشرها رسوم مسيئة للإسلام.

وذكرت وكالة "رويترز" أن الشرطة استخدمت طلقات الخرطوش، حين ردت مجموعات صغيرة من المتظاهرين بالحجارة والألعاب النارية والزجاجات في الشوارع المحيطة بالمنطقة المطلة على البحر بالعاصمة.

وقد شارك في المسيرة مئات الاشخاص بينهم نساء وأطفال وهم يهتفون "الله أكبر"، ورفعوا لافتات كتب عليها "أنا محمد" باللغتين العربية والفرنسية للاحتجاج على الرسوم المسيئة التي نشرتها الصحيفة.

وفي النيجر أحرق متظاهرون محتجون على نشر "شارلي إيبدو" رسوما مسيئة للإسلام مبنى المركز الثقافي الفرنسي في زندر، ثاني أكبر مدينة في البلاد.

وبحسب مدير المركز، فإن المتظاهرين الغاضبين خلعوا باب المقر واقتحموه، قبل أن يضرموا النار على كافتيريا ومكتبة وغرف إدارية في المبنى.

وأضاف المدير أن رجال الأمن أطلقوا أعيرة نارية في الهواء، لكن ذلك لم يثن المحتجين عن أعمال شغب.

باكستان.. إصابة مصور "فرانس برس" وآخرين في احتجاجات ضد شارلي إيبدو بكاراتشي

أصيب مصور وكالة "فرانس برس" الجمعة 16 يناير/كانون الثاني خلال تغطيته اشتباكات بين الشرطة الباكستانية ومتظاهرين مناهضين لصحيفة "شارلي إيبدو" أمام السفارة الفرنسية في كاراتشي.

وأصيب المصور الصحفي آصف حسن بعيار ناري في الرئة، وتم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى "جناح"، حيث أجريت له عملية جراحية ناجحة، وفق ما أكده المتحدث باسم المستشفى سامي جمالي.

وفي وقت سابق أفادت "فرانس برس" بأن الشرطة الباكستانية أطلقت عيارات تحذيرية واستخدمت خراطيم المياه لتفريق متظاهرين ينتمون للفرع الطلابي لحزب الجماعة الإسلامية كانوا يحتجون بعد صلاة الجمعة ضد صحيفة "شارلي ايبدو" أمام قنصلية فرنسا في كراتشي (عاصمة باكستان الافتصادية) ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات الأخرى.

وجاءت هذه التظاهرات تلبية لدعوة الجماعة الإسلامية (كبرى الاحزاب الاسلامية في باكستان) إلى التظاهر عقب صلاة الجمعة للاحتجاج على نشر الصحيفة الفرنسية الساخرة "شترلي إيبدو" في عددها الجديد لرسم كاريكاتوري جديد نسب إلى النبي محمد (ص)، بعد الهجوم الذي تعرضت له في 7 كانون الثاني/يناير واسفر عن مقتل 12 شخصا.

كما نظمت تظاهرات أخرى يوم الجمعة في إسلام آباد ولاهور (شرق) وبيشاور (شمال غرب) وفي مولتان (وسط) حيث تم حرق علم فرنسي.

ويذكر أن باكستان (ثاني بلد مسلم في العالم حيث يبلغ عدد سكانها 200 مليون نسمة) دان الاعتداء على "شارلي ايبدو" لكن خلال الأيام الأخيرة اشتد الجدال لا سيما إثر خروج تظاهرة في بيشاور (شمال غرب)، تضامنا مع الاخوين شريف وسعيد كواشي مرتكبي الاعتداء على الصحيفة.

والخميس، ندد رئيس الوزراء نواز شريف والبرلمان باجماع أعضائه بنشر رسم جديد يمثل النبي محمد على الصفحة الاولى لشارلي أيبدو الأربعاء واعتبروه "تجديفا".

واعلن وزير الشؤون الدينية الفدرالي سردار يوسف العضو في حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية أن "وسائل الاعلام التي نشرت تلك الرسوم يجب حظرها ويجب ضبط كل النسخ وحرقها".

وتجدر الإشارة إلى أن باكستان شهدت في عام 2012 تظاهرات دامية اثر نشر رسوم اعتبرت مسيئة للنبي محمد(ص) وبث فيلم أميركي يسخر من الاسلام بعنوان "براءة المسلمين"، وحجبت السلطات حينها موقع يوتيوب على الانترنت ولم تسمح باستخدامه حتى الان.